بقلم / علي غالب
   تذمر طلاب المغرب من عفاشي لطيف أكثر ما يمكن أن نأخذ عليه أنه خصص جل مقاعد التبادل الثقافي، وحصة خارج التبادل لضباط احمد عفاش. وسوى ذلك نشهد أنه كان يحب وطنه، فكان أن أنكر الناس عليه تلك المحسوبية العفاشية، وطالب الشرفاء سيادة الرئيس بتعيين سفير يمثل الشرعية، ويعيد للسفارة معنى تمثيلها، وللملحقية معايير توظيف مدخلاتها بما يخدم مقاصد الابتعاث، وفق الكفاءات ومتطلبات سوق الحاجة الوطنية.
بيد أن صدمة التعيين الرئاسي أن منحت الثقة لوزير للتو أنتهى من تفريغ سفن النهب الإنساني من عرض البحر، إلى سعار السطو على مستحقات الطلاب على مرأى ومسمع الشرعية، التي يبدو أنها تركت هؤلاء الهوامير بدون حساب ولا عقاب. بل تمادت في مكافأتهم في منحهم الوظيفة العامة، وغض الطرف عن بلطجية ضحايا نهبهم لحقوق الطلاب المساكين.
   السفير السارق! ومن حوله من عبيد المزايدة في امتثال رغبة السفير للتلصص على جيوب منح الطلاب، وتقديم وصفة السطو، وتسويغ ذلك الفعل المشين أمام كل من ينكر هذا الفعل، لم يكن ليتم لولا إغراء الدعم لأمثال هؤلاء الحيتان، حد أن من يغامر في المطالبة بحقه أن يجد نفسه وحيدا بين يدي الأمن المغربي بطلب من السفارة اليمنية، والتهديد بترحيله.
   لمن لا يعلم، هي ذاتها السفارة على لسان ممثيلها شجعت الطلاب على مغادرة المغرب، والذهاب إلى هاوية اللجوء بدلا من الوقوف على قارعة المجاعة، والانتضار للأرباع، وما أن وصلت طلائع الطلاب إلى ألمانيا حتى تحركت ماكنة السفارة، ولهثت بكل ضغطها وثقلها كفرصة لوصول مستحقات الطلاب واستمرارية المنقطعين لتضخ مئات آلاف  الدولارات إلى حزينة الملحقية. فاجتمع لئام السفارة ورئيسها الطاهوش، لإيجاد آلية نهب جديدة تقوم على الآتي: أولا، تحويل المبالغ من حساب الملحقية إلى حساب السفارة، ومنع الملحقية المالية من التصرف بتلك المبالغ، وتسليمها لأصحابها، وثانيا: سد الطريق على الملحق المالي عبدالقوي السلمي من أي تصرف لأن هذا الرجل مازال لديه ضمير وطني، وعفة يد. وأصبحت خزانة المستحقات تحت تصرف السفير،  بمعية وإشراف حسين صالح، وعلي غير الشريف. ويرجع إخلاص هؤلاء، وتفانيهم في البحث عن أي مسوغ لتبرئة ساحة السفير أمام أي منتقد لأن حسين صالح مدين لعز الدين الأصبحي بترقيته، ومنحه الدرجة الدبلوماسية أثناء زيارته للسعودية مع توليه السفارة. وأم علي الشريف أحد منتجات عبدالله العليمي، فهذا الإنسان المقرف لم يألوا في بذل نفاقه أمام السفير، ومحاولة القرب منه ليكون الرجل الثاني، ولو على دماء مستحقات الطلاب، وجثث فقرهم. هؤلاء الثالوث اللعين بلغت بهم الخساسة مع الملحق حد مساومة كل من يرجع، ويصر على انتزاع حقه، أن يعطوه على مضض ربع من خمسة أو ستة أرباع في خزانة مالية السفير الهامور. يالها من مأساة أن تحدث كل هذه المهزلة والظلم، وتبح الأصوات المظلومة،  والرئيس صامت لا ينصف طالب، ولا ينزع الثقة، ويسحب هذا الهامور، ووصمة العار الدبلوماسية المحيطة به. كل من في السفارة وكل الطلاب على يقين بما يجري ولا أحد يجرأ على وقف هذا التغول حتى على حقوق الطلاب. لغز السطو يختصر في تشجيع السفارة على رحيل الطلاب لتتمكن السفارة من نهب المستحقات، وعندما تعود طلائع الطلاب، يتم الرفع بهم كمنقطعين، ويتم تحويل تلك المستحقات وفر للسفير والشفارة من حوله، الذي يوزع عليهم فتات لا بأس به.
كارثة أخرى ارتكبها السفير، عندما حرم عشرات الطلاب المجتهدين من مواصلت تعليمهم العالي المجاني، بحجة قبيحة أن تسجيل هؤلاء سيدفع المقبولين للمطالبه بالمساعدات، التي تفتك بها أطماعه. المشكلة أن فاسد وهامور حقوق الإنسان، وضع في سفارة لا تفي بلعاب أطماعه، فتحول إلى مافيا ومارد سطو على الطلاب. 
أحد الدكاترة عبدالله البداي من السويد كتب منشور في صفحته، يقول هناك ندوة حول حقوق الإنسان في المغرب، والسفير سوف يكون مشارك من يعد ورقة حول نهب حقوق الطلاب، وترويع إنسانية مطالبهم لمستحقاتهم بالشرطة، وحرمانهم من تعليمهم.
  يا سيادة الرئيس كفى صمت في السكوت عن الفاسدين، ومكافأتهم، الظلم زاد عن حده، وأنت مسئول أمام الله والشعب.
ولا شك أن أمر هذا السفير الكارثة قد تردد على مسامع مسئوليتك، ومالم توجد معالجة سريعة فلوثته سوف تشوه مسيرة حكمك.