في تهامة، حيث تمتزج البساطة مع الصمود، حلّت كارثة السيول التي لا تعرف الرحمة، فاجتاحت المنازل والمزارع، وجرفت معها كل ما في طريقها، مخلفة وراءها دمارًا لا يمكن وصفه. فقدان الأرواح والأملاك بات جزءًا من الواقع الذي يعيشه أهل تهامة، ولكن الأسى الأعمق يكمن في الخسارة الكبيرة للمواشي والأغنام التي كانت تمثل لآلاف الأسر المصدر الرئيسي للرزق والبقاء.
كانت الأغنام والمواشي في تهامة ليست مجرد حيوانات، بل هي جزء من حياة الناس، حيث كانوا يرعونها بعناية وحب، ويعتمدون عليها في توفير الغذاء واللبن واللحوم. لم يكن مجرد خسارة مادية، بل كانت خسارة لروح الحياة اليومية البسيطة التي عاشها أهل تهامة عبر الأجيال.
السيول لم تكتفِ بجرف التراب والحجر، بل امتدت لتسلب أهل تهامة أمانهم واستقرارهم. فمناظر الجثث الحيوانية الملقاة في الطين، والنساء والرجال الذين يجلسون بقلوب مثقلة بالحزن، أصبحت تعكس حجم الكارثة والمعاناة.
وفي هذه اللحظات العصيبة، يبقى السؤال الملح: كيف سيواجه هؤلاء الناس قسوة الحياة بعد أن فقدوا ما كانوا يعتمدون عليه من أجل البقاء؟ كيف سيعيدون بناء حياتهم من جديد؟ إنهم يحتاجون إلى دعمنا ومساعدتنا، ليس فقط لاستعادة ما فقدوه، بل أيضًا لاستعادة الأمل الذي جرفته السيول.
فلنكن جميعًا يدًا واحدة في مواجهة هذه المحنة، ولنقف مع أهل تهامة في نضالهم لإعادة بناء حياتهم، ولنكن صوتًا لمن لا صوت لهم، حاملين في قلوبنا العطف والإحسان، ومؤمنين بأن الأمل يمكن أن يولد من رحم الألم، وأن التكاتف هو الطريق الوحيد لتجاوز هذه المحنة.