حكومة سوف تولد عرجاء، ومشوهة الجنين، ومخلوق مبتور الأطراف بدون عنوان تهامي، إلا أن يكون لتهامة وضع آخر لا نقع على فهمه، كأن يتم ضم جغرافيتها لدولة أخرة وفق أي تسوية جديدة، فتلك مسألة أخرى، ويمكن تفهم حكومة بدون تمثيل يذكر لرجال تهامة الوطنيين.

     أيام صالح رغم انتقائيتها، ونظرة ثقافتها الدونية، وكانت تهامة حينها منسية ومهمشة مثلها مثل بقية المحافظات الجنوبية، سوى أن صالح ترك لها وزارة الزراعة تتسلى فيها كفتات شراكة، إضافة لموقع الأستاذ عبده بورجي الذي طواه النسيان، أو لمواقفه غير التصالحية مع سيادتكم.

لديكم كادر ناضج من أبناء تهامة، ووطني كالدكتور محمد قيزان وغيره من الكفاءات، وكثيرا هم أبناء تهامة الأكفاء، أم أن تهامة لا محل لها من الصرف في التعيينات!!!  

   هل هناك معايير لا تنطبق على أبناء تهامة؟ أم أن مسألة ومعايير انتقاء الحكومة تعتمد على درجة المرونة، والبراجماتية، والرخوة، والأمتثال والطاعة، والتمجيد، والحذلقة، وطول الله عمرك ياسيادة الرئيس.

عندما أثنى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لم يكن من ذكر لا لدثينة ولا الضالع ولا بدو شبوه، ولا متهبشي صنعاء أو صعدة حينها، بل أثنى على رجال تهامة، والتوصيف على مقاس أخلاقهم ومن كان على شاكلتهم، وقد أوصى بأمانتهم المصطفى رسول الله، وفيمن تولى أمرهم بإكرامهم، وأنت ياسيادة الرئيس حكمت، فما عدلت، ولا وفيت بأمانتهم، وكأنهم لا يتبعون جغرافيا الجمهورية اليمنية.

هم ألين قلوبا، وأكثر وطنية، وأكثر وفاء، وأقل إقبالا في تقاسم غنائم السلطة، عليهم فقط غرمها، وأنت تتألف بها أولو الأرحام والمحسوبية المتنقلين، أفلا ذكرهتم بوزارة واحدة تعيد لهم الثقة بأنهم شركاء الوطن.

لا ألقي باللوم فقط على سيادة الرئيس إلا من زاوية أنه الأب المسئول دستوريا ووطنيا، وإلا هناك من يفهم من أخاطب، ومن تعود له معطيات طبخة تشكيل حكومة غير قابلة للصرف الكفاءاتي والوطني.

   صدقوني معايير التعيينات مرفوضة شعبيا، ولا تعبر نسبة بسيطة من طموحات أبناء الوطن، ولا تتوازى وحجم التحديات، وتمثل رغبات وولاءات أكثر من كونها حكومة كفاءات وطنية. الناس فقط تبحث عن مخرج للأزمة، ولم يعد يهمها مخرجات محاصصة العصابات، وإلا لما اعترفت بحكومة مبلغ السيادة فيها تقديم الترشيحات، فهل تدرك يد المباركة، وشلة هندسة الترشيحات، بأن تهامة جزء لا يستهان به من خريطة اليمن الواسعة.  

أتمنى على سيادة الرئيس الأنتباه لتهامة قبل خروج الحكومة، فهو المستهدف الأول، وإلا فتهامة سوف تتوشح السواد، وتقرأ الفاتحة على روح حكومتك وشرعيتك.  

ابن الشرعية البار عبدالحي