هزة وجداني وأثارت عاطفتي وأقشعر جسدي ودمعت عيني وأنا أشاهد ذلك الطفل الذي لا يطيق الصراخ وقد صار هيكلاُ عضميا يئن من شدة الجوع والتي هي بئس الضجيج ..

و يتبرح الماً من الأمراض الناتجة عن سوء التغذية ؛
كيف تحلو لنا الحياة ويطيب لنا العيش ونحن نشاهد ونسمع تلك الصور المفزعة والأصوات المحزنة؟؟..

إن هذه الصور ليس من سرلنكا ولا في الفلبين وليست من الأطفال الوثنين في أواسط أفريقيا ولا من عباد البقر في شبه القارة الهندية وإن كانوا كذلك فالله قد كتب الرحمة على كل شىء فهم أيضا شبه لنا في الخلق أخوه لنا في الإنسانية كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
 لكنهم في الأزارق التي تجمعنا بهم أخوة الدين و الدم و الوطن وكل قواسم الحياة المشتركة ..

لقد حذرت المنظمات الدولية من أن اليمن سيتعرض لأسوء مجاعه في العالم أسمع هذا منذ ثلاث سنوات وأتعجب كيف لا تجد هذه التقارير وهذه النواقيس بالخطر عن المجاعة أذان صاغية ولا إهتمام يذكر من المسؤلين أو من عامة المهتمين وكأن المجاعة مجرد عاصفة رملية أو وصف لحالة الطقس خلال الأربعة و العشرين الساعة القادمة .

بل هي المجاعة التي إذا حصلت ولا قدر الله لن ينفع معها مشاريع سياسية ولا خطط إقتصادية وستذوب الحكومة كالملح وتتبخر الأحزاب كالغاز غير المسال وسيصبح الجميع كلا شاهرا سيفه لأنه لم يجد قوت يومه لأطفاله الذين يتضرعون جوعا بجانبه وسيضطرب الأمن ويكثر السطو والنهب وتقطع الطرق وتنتشر الأمراض ويصبح إزهاق النفس أهون من علبة البيبسي الفارغة أو من أعقاب السجائر المحترقة .

وعلاج ذلك وحل هذه المشكلة لن يتأتى بالشعارات الفارغة ولا بالمظاهرات الزائفة ولا بالإعلام المضلل لأن الجماهير لا تأكل كلاما ولن تعوض الشعارات عن
الخبز اليومي ولاعن حليب الأطفال وعلاج المرضى .

فهل يعي العقلاء ذلك .. وهل يفهمه المهتمون أم أنه إذا حل القدر ضاااع السمع والبصر .

الشيخ / علي صالح رجب