حصوات الكُلَى هي تكوينات صلبة تتكوَّن في الكليتين عندما يكون هناك تركيز عالٍ من المواد مثل الكالسيوم والأكسالات وحمض البوليك والفوسفور في البول. ويمكن أن تختلف حصوات الكُلَى في اللون والكثافة والموقع والشكل، وتتراوح في الحجم من صغيرة مثل حبة الرمل، ومتوسطة، إلى كبيرة مثل كرة الجولف، لكن في حالات نادرة. ومن المفاهيم الشائعة والخاطئة أن حصوات الكُلَى تصيب الرجال فقط، ولكن هذا غير صحيح؛ إذ يتم تشخيص إصابة نحو 11% من الرجال و6% من النساء بحصوات الكُلَى في حياتهم.
كيف تؤثر حصوات الكُلَى في النساء؟
المخاطر الإجمالية على مدى الحياة لحصوات الكُلَى لدى النساء أقل من الرجال، إلا أن السمنة والسكري والمتلازمات الأيضية المرتبطة بها أدت إلى تضييق الفجوة، بحسب ما أكده الدكتور روبرت سويت، المدير الطبي لمركز حصوات الكُلَى في مركز جامعة ويسكونسن الطبي – الشمال الغربي. من ناحية أخرى، أظهرت دراسة وبائية حديثة امتدت لعشرات السنين أن الأشخاص الذين يُصابون بأعراض حصوات الكُلَى عادة ما يكونون من الإناث، مع أعلى زيادة في معدلات الإصابة بين النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاماً. كما كان لدى النساء أيضاً معدل أعلى للإصابة بالحصوات نتيجة تكرار الإصابة بالحصوات، والتهابات المسالك البولية «UTIs». يقول الدكتور سويت: «إن خطر إصابة النساء بحصوات الكُلَى أكبر منه لدى الرجال إذا كُنٌَ يعانين من السمنة المفرطة». وأضاف: «عندما تُصاب النساء اللاتي يعانين من هذه الحالات الأخرى بحصوات الكلى، فإنهن أكثر عرضة للإصابة بحصوات معقدة يصعب علاجها ويصاحبها التهابات المسالك البولية والألم الذي يقلل من نوعية الحياة».
المناخ أحد عوامل خطر الإصابة بحصى الكلى إلى جانب الظروف الأيضية التي تزيد من خطر حصوات الكلى، هناك عنصر آخر قد يزيد من خطر الإصابة بمرور الوقت، وهو تغير المناخ، حيث لاحظ الباحثون منذ فترة طويلة وجود علاقة بين معدلات حصوات الكُلَى ودرجة الحرارة؛ إذ تكون الحرارة المرتفعة عامل خطر يزيد من فرص الإصابة بحصوات الكلى، وكذلك شرب السوائل الذي يؤدي نقصها إلى زيادة فرص الإصابة، فإذا كنتِ نشيطة للغاية ولكن لا تقومي بتجديد السوائل في الطقس الحار والجاف؛ فقد يؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى.
أعراض حصوات الكلى
الألم في الظهر أو الجانبين من أبرز أعراض حصوات الكُلَى عند النساء «المصدر: Adobe.Stock» بعض حصوات الكُلَى الصغيرة يمكن أن تمر عبر المسالك البولية وتخرج من الجسم دون ملاحظتها، ولكن هناك بعض حصوات الكُلَى تُسبب أعراضاً واضحة، من بينها الألم، الذي ينتج من الحصوة التي تسد نظام التجميع داخل الكُلَى بحيث لا يتمكن البول من المرور؛ لذلك يؤدي هذا الانسداد إلى الألم. والأعراض متشابهة في حصوات الكُلَى بين النساء والرجال، وتشمل ما يلي: - الألم في الظهر أو الجانبين. - الألم المنتشر في الفخذ. -الغثيان والقيء. -الدم في البول والحمى. ويمكن أن يؤدي وجود الحصوات في الكُلَى أيضاً إلى عدوى المسالك البولية المزمنة. ما رأيكِ بالاطلاع على تأثير الجفاف على الجسم؟
علاج حصوات الكلى يبدأ علاج حصوات الكُلَى بالتشخيص الصحيح من خلال التصوير لمعرفة حجم الحصوة وموقعها. عادة ما يكون الإجراء الأول الذي يلجأ إليه الأطباء في علاج حصوات الكُلَى هو علاج الألم وتقليل الالتهاب باستخدام الأدوية لمعرفة ما إذا كانت الحصوة ستتفتت وتختفي من تلقاء نفسها، ولكن إذا لم تمر الحصوة؛ فإنَّ العلاج الإضافي يمكن أن يقلل الضغط داخل الكُلَى ويقلل من خطر العدوى.
- العلاج بالطرد الطبي يستخدم الأطباء العلاج بالطرد لبعض الحصوات التي يقل حجمها عن سنتيمتر واحد والموجودة في الحالب، وهو الأنبوب الذي يحمل البول من الكُلَى إلى المثانة، ويمكنكِ اختيار تجربة العلاج بالطرد الطبي، حيث يتم تناول دواء لإرخاء العضلات الملساء في الحالب وتسهيل مرور الحصوة إلى المثانة. وإذ كنتِ حاملاً؛ يجب تقييم خيارات التصوير والعلاج وإدارة الألم بعناية لتجنُّب المخاطر؛ ففي بعض الأحيان يمكن أن تحدث مضاعفات تُسمى فرط كالسيوم الدم في أثناء الحمل وتسبب تكوُّن الحصوات في الكلى.
- تفتيت الحصوات بموجة الصدمة تفتيت الحصوات بموجة الصدمة خيار جيد عندما يكون لديكِ حصوة واحدة أو اثنتين فقط أكثر ليونة، حيث يقوم الأطباء، تحت التخدير العام، باستهداف الحصوة بموجات صوتية عالية الطاقة لتكسير الحصوات وتفتيتها إلى قطع صغيرة بما يكفي لتمريرها، ونظراً إلى أن ذلك يتم من خارج الجسم، فلا يتم إجراء أي شقوق. ويُعتبر هذا الإجراء منخفض المخاطر ولكنه أقل دقة، وفي معظم الحالات، يمكنك العودة إلى المنزل في يوم الإجراء نفسه.
- تنظير الحالب وتفتيت الحصوات بالليزر في هذا الإجراء الطبي الشائع لعلاج حصوات الكلى، يتم إعطاؤك تخديراً عاماً ويقوم الأطباء بإدخال أداة صغيرة في المسالك البولية «مجرى البول». وليست هناك حاجة إلى شقوق في تفتيت الحصوات بالليزر، وبدلاً من ذلك يقوم الأطباء ببساطة بتوجيه الأداة إلى الحجر، ويتم بعد ذلك تمرير شعاع الليزر عبر المنظار وتفتيت الحصوات إلى أجزاء أصغر يمكن إزالتها أو طردها عبر الحالب، كما يمكن التعامل مع الحجارة المتعددة في المواقع الصعبة بهذه الطريقة، وعادة ما تكونين قادرة على العودة إلى المنزل في اليوم بعد هذا الإجراء الطبي.
- استئصال حصى الكُلَى عن طريق الجلد في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بإجراء شق صغير، نحو 1 سم، في الخلف لإدخال كاميرا وأجهزة التفتيت/التفريغ والاسترجاع إلى داخل الكلية. ويُعد هذا هو الخيار المفضل للحصوات الكبيرة أو المعقدة أو غير منتظمة الشكل، حيث يمكن للأطباء اختيار الاقتراب من الكلية من اتجاهات متعددة؛ ما يقلل من عدد العلاجات المطلوبة بمرور الوقت. وعادة، يخرج المريض من المستشفى في أقل من 24 ساعة بعد هذا الإجراء. ومع أي من خيارات العلاج السابق ذكرها، قد يتم ترك أنبوب تصريف صغير بعد العملية، وهذا الأنبوب هو وسيلة مؤقتة للسماح للمسالك البولية بالشفاء، وتتم إزالته لاحقاً بواسطتكِ أو بواسطة الطبيب.
طرق الوقاية من الإصابة بحصوات الكلى التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة هي الحل المجرَّب والحقيقي لتقليل خطر تكرار الإصابة بحصوات الكلى. وتشمل التغييرات المفيدة لمنع تكوُّن حصوات الكُلَى ما يلي: - شرب المزيد من السوائل. - تقليل الصوديوم إلى 2300 ملليغرام يومياً أو أقل. - زيادة حمض الستريك في النظام الغذائي والتركيز على الفواكه والخضروات بدلاً من البروتينات الحيوانية.
* المصدر: «Rightasrain.Uwmedicine».