يحاول الباحثون جاهدين لإيجاد طرق لدرء تدهور الدماغ التدريجي من خلال تعزيز الوظيفة المعرفية.
ويعد الخرف أحد أكثر الأمراض تدميرا، وهو مصطلح عام لمجموعة من الأعراض المرتبطة بالتدهور التدريجي للدماغ. وعلى الرغم من أن العلاقة بين النظام الغذائي وتدهور الدماغ معقدة، إلا أنه ثبت أن بعض العناصر الغذائية تعزز الصحة المعرفية، والتي قد توفر بعض الحماية.
ومن بين أحد أكثر النتائج إثارة للدهشة في هذا المجال هو الدور الذي قد يلعبه تناول الشوكولاتة الداكنة في تعزيز الوظيفة الإدراكية.
وكتب باحثون في دراسة نشرت في مجلة Nutrients: "هناك دليل جيد على أن فلافونويد الكاكاو يمكن أن تحسن بشكل حاد الوظيفة الإدراكية لدى البشر، ربما من خلال آليات مثل زيادة تدفق الدم في المخ".
ويمكن العثور على مركبات الفلافونويد في الشوكولاتة الداكنة والكاكاو، من بين الأطعمة الأخرى.
وكان الهدف من هذه الدراسة هو استكشاف ما إذا كانت الفوائد للذاكرة اللفظية العرضية والمزاج يمكن ملاحظتها بعد ساعتين من استهلاك قطعة شوكولاتة داكنة متاحة تجاريا مقارنة بشوكولاتة بيضاء بحجم 35غ.
واستهلك 98 من البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، إما 35 غ، من الشوكولاتة الداكنة أو قطعة شوكولاتة بيضاء منخفضة الفلافونويد ومنخفضة السعرات الحرارية.
ووقع تقييم الذاكرة والمزاج العرضي اللفظي قبل الاستهلاك وبعد ساعتين من الاستهلاك.
وكشفت العديد من الدراسات أدلة على تحسن تدفق الدم في الدماغ، ومستويات الأكسجين، أو وظيفة الأعصاب كما تم قياسها عن طريق اختبارات التصوير أو اختبارات النشاط الكهربائي في الدماغ بعد تناول مشروبات الكاكاو.
ولكن نظرا لأن هذه التغييرات لم تكن مرتبطة بشكل روتيني بتحسين الأداء في المهام المعرفية، فمن الصعب ربط النتائج مباشرة بوظيفة الدماغ الأفضل.
وفي النهاية، يقترح الباحثون أنه في حين أن هذه النتائج مشجعة ومثيرة للاهتمام ، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، خاصة وأن معظم الدراسات حتى الآن كانت صغيرة والعديد منها لم يتمكن من القضاء على إمكانية حدوث تأثير وهمي.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكن لهذه الدراسات أن تأخذ في الحسبان العديد من المتغيرات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على وظائف المخ (مثل المشكلات الطبية أو الوظيفة المعرفية عند خط الأساس أو استخدام الأدوية).