"كلمتين وهترجعي» .. بهذه الكلمات انساقت الفنانة حبيبة مع ضابطين قبضوا عليها في ستوديو مصر خلال تصويرها أحد الأعمال الفنية متغمية إلى قسم الشرطة لتغيب بعدها خلف أروق السجون 5 أعوام متهمة في قتل زوجها القطري حتى تظهر برائتها ويتم القبض صدفة على 5 متهمين في الواقعة عقب كشفهم في قضية أخرى.
كانت الفنانة حبيبة في بداية طريقها ومشوارها الفني وقبل أن تتم سن العشرين اشتركت في عدد من الأعمال كان أخرها مسرحية «بهلول في اسطنبول»، وفي هذه الأوقات تعرفت على رجل أعمال قطري يدعى عطا الله جعفر، وكان من أشد المعجبين بها وطلب منها الأرتباط والزواج وتم بطريقة عرفية ولكن في أجواء الأسرتين، وكان السبب في عدم توثيقه بسبب الإجراءات القانونية حيث أن الأمر بسبب الجنسيات المختلفة لا يحتاج إلى مأذون فقط.
وتوترت العلاقة عقب ذلك مع زوجها بسبب تأخيرها عن المنزل نتيجة ظروف عملها ولكن كان يتم الاستقرار وتهدئة الأمور بينهما على الرغم أن زواجها لم يدم سوى أربعة أشهر، إلا انها لم تجد له أعداء أو خصوم وكان طيب وحسن المعاشرة، وأن اخر اتصال بينهم كان أخبرها أنه سيذهب لقطر لقضاء شهر رمضان مع أسرته.
حتى تفاجأت في إحدى الأيام في شهر رمضان الكريم خلال فطارها مع أصدقائها بعدد من القوة الامنية يطلبون اصطحابها معهم، دون إخبارها بقتل زوجها وتم اصطحابها متغمية إلى مكان القسم، وهناك بدأوا معها وصلة تعذيب من ضرب وإهانة وإسقاط على الأرض لإجبارها على الأعتراف بقتل زوجها الذي تبين أنه مقتول في شقته بمنطقة الهرم منذ 12 يومًا وأن الجثة في حالة تعفن.
ولمدة 8 أيام كانت تعاني من وصلات التعذيب حتى تم وضعها بالكلابشات على كرسي متحرك دون نوم بجوار مخبر حتى أجبرت على الأعتراف بارتكاب الواقعة، حتى تم إحالتها للمحاكمة التي قضت بسجنها 10 سنوات، وعندما طعنت على الحكم لم يبت فيه إلا عقب أربعة سنوات.
وداخل أروقة السجون اعتكفت وحيدة تناجي الله بالإفراج عنها وإظهار الحق، وكانت تعاني من المرض تباعًا وتنقل إلى المستشفى الطبي باستمرار حتى اعتادت الهدوء والسكينة ورضت بقضاء الله، وشهدت هناك أمور قاسية منها زلزل تسبب في وفاة مسجونة، حتى انقلبت الأمور رأسا على عقب ويستجاب الدعاء منها لتظهر برائتها خاصة أن أسرة الزوج شككت في ارتكابها الجريمة لأنها لن تقدر على قتله بثلاثين طعنة.
وفي 2004، تم إعادة محاكمتها مع الضابط المتهم بتعذيبها لتلفيق أقوالها، خاصة عقب القبض على 5 متهمين في قضية سرقة وهناك اعترفوا على سابقة ارتكابهم واقعة قتل زوج الممثلة.
تقدمت حبيبة بطلب للنائب العام، الذي قرر إيقاف تنفيذ العقوبة المقررة عليها واتهمت الممثلة الضابط ياسر العقاد، رئيس مباحث الهرم، بتعذيبها وإجبارها علي الاعتراف بجريمة لم ترتكبها، وقررت المحكمة إحالتهم جميعا للمحاكمة.
ثم أعلنت معاقبة 4 من المتهمين هم: حامد مرعي عمر، ووائل متولي إبراهيم الجمال، وفتحي مبروك أحمد ومحمد عبدالمقصود أحمد، بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، وعاقبت السائق الذي شاركهم في الجريمة بالسجن المشدد 10 سنوات.
وعاقبت الضابط بالحبس مع الشغل لمدة 6 أشهر مع إيقاف تنفيذ الحبس لمدة 3 سنوات تبدأ منذ أمس، وعزله من الوظيفة لمدة سنة، وإلزامه أن يؤدي إلي المدعية «حبيبة» تعويضاً مدنياً مؤقتاً قدره 2001 جنيه، وتسلمت هيئة المحكمة، خطاباً من مساعد وزير الداخلية، آنذاك، لقطاع الشؤون القانونية، جاء به أنه بالتنسيق مع الإدارة العامة لشؤون الضباط، وبالرجوع للسجلات الإدارية تبين عدم سابقة اتهام الضابط، في أي جرائم تعذيب من قبل، وقدمت النيابة صورة ضوئية من ملف خدمته وأفاد بنفس ما جاء في الخطاب الأول، فتم إيقاف التنفيذ للعقوبة 3 سنوات.
وفي أكتوبر 2012.. قضت الدائرة (4) تعويضات، بتعويض حبيبة مبلغ قدره مليون جنيه، نتيجة تعرضها للتعذيب وقضائها خمس سنوات بالسجن ظلمًا.