استطاع الفنان الراحل عبد الفتاح القصري أن يخلق لنفسه شخصية جديدة كوميدية لم ترد من قبل على السينما المصرية، وكانت لديه كثير من مقومات الكوميديا، مثل قامته القصيرة وجسده الممتلئ وحوَل إحدى عيناه، وهى المقومات التى استغلها أفضل استغلال فى الاقتراب من جمهوره، والقدرة على إضحاكهم والتعلق به.
كان للقصري سمته المميزة في الكوميديا التي لا يضاهيه فيها أحد، حيث تعتمد على الإفيه واللزمة والسخرية من الأحداث بطريقته وبنطقه الكوميدي للكلمات، وحركاته الجسدية التي تشبه حركات ولاد البلد في حارات وأزقة وشوارع مصر.
من أشهر أدواره دور "المعلم حنفي" في فيلم "ابن حميدو" مع الفنان إسماعيل يس، الذي ارتبط معه في الكثير من الأفلام، كما ارتبط بأفلام نجيب الريحاني وكان فيلم "سكر هانم" عام 1960 هو آخر أفلامه.
تعرضه للخيانة
كان لعبد الفتاح القصري، حكاية محزنة، فقد تبنى طفلاً مُشرداً في بيته، حيث كان يعاني عدم الإنجاب، لترفض زوجته ذلك فيطلقها إكراماً للولد الذي تبناه وكان عمره 12 عاماً، بعدها تزوج من امرأة أخرى.
وتمر السنوات ليكتشف علاقة بينها وبين الولد الذي اعتبره بمثابة ابنه، ويجبراه على بيع جميع ممتلكاته لهما، وتطليق الزوجة الخائنة ليتزوجها المُتبنى الجاحد.
ولم يكتفيا بذلك بل قاما برميه في بدروم المنزل، ليصيبه نوع من الجنون، جعله يقف في بدروم المنزل يتسول السجائر والطعام من المارة، وعند وفاته حضر جنازته 4 أفراد فقط.