كانت الفنانة ماجدة تعد هي المنافسة الحقيقية للفنانة فاتن حمامة وإذا وجد أي منهن في أي عمل فهذا عمل مضمون النجاح، نظرا للمنافسة الشديدة التي كانت بينهما. في عام 1958، كانت ماجدة تحتفظ بلقب عذراء الشاشة وتحافظ عليه بقوة، وترفض أي قبلات حتى لا تفقد لقبها في عين المشاهد.
لكن في نفس العام قرر المخرج حلمي رفلة الاستعانة بماجدة وعمر الشريف في الفيلم الذي سينتجه ويخرجه عاطف سالم، وهو فيلم “شاطئ الأسرار”.
كان بطله ضابط مخابرات مصري يحاول العثور على المقر السري لعصابة خطيرة من عصابات التهريب، حسبما ذكرت مجلة الشبكة في تقرير لها. كان هناك مشهد في السيناريو يجمع العاشقين بقبلة. المشهد يدور حول ماجدة التي تكون وحيدة مستلقية على الرمال وتخفي وجهها بقبعة من القش تتقي بها حر الشمس. لكن يصل عمر الشريف ويسير بخطوات حريصة حتى لا ينبه أخت صديقه الغائب، ويجلس بجانبها حتى تنتبه. ومن المفترض أن يدور بينهما حوار قصير ثم ينحني عمر فيقبلها في ذراعها.
كان المفروض للقبلة أن تكون على الشفتين ولكنها عارضت الأمر بقوة فتم الاتفاق على أن يتغير موضع القبلة. كان عاطف سالم قد أعد العدة لخطة محكمة، وصاح: “بروفة”، ووضع أحمد خورشيد المصور عينه على الكاميرا.
وراح يحدد الكادر ويقول لها :” قربي شوية من عمر لأنك خرجت من الكادر”.
لكن صاح بعدها عاطف سالم: “سنعيد كمان مرة وبعدها تصوير”، وبدأ عمر يلقي عبارات الديالوج بينه وبينها، ومدت يدها ترفع قبعتها عن وجهها. وفجأة أطبق بشفتيه على شفتيها، كانت الكاميرا دائرة وكان خورشيد يصور القبلة فعلا، وتم كل شئ في ثوان وكأنها عملية نشل. ماذا فعلت ماجدة بعد قبلة عمر الشريف لها؟ وفجأة وقفت وراحت تجري على الشاطئ وتصيح بعصبية وكأنها أصيبت بنوبة جنون: “ياخبر اسود.. عمر باسني.. يا خبر اسود”. وعادت ماجدة للفندق وأغلقت باب حجرتها عليها، ورفضت يومها أن تكمل التصوير.
حتى وصل المنتج حلمي رفلة، وتمكن بدبلوماسيته أن ينهي الأزمة وعاتب عاطف سالم بشدة. وأكد لماجدة أنه سيحذف القبلة، وكان كل ما حدث تمثيلية متفق عليها بين حلمي وعاطف. وعرض الفيلم كاملا ونجح نجاحا كبيرا بسبب القبلة المسروقة من شفتي عذراء السينما بواسطة زوج منافستها فاتن حمامة.