حكت زبيدة ثروت صاحبة أجمل عينين على الشاشة فى حوار قديم لها عن موقف من أصعب وأغرب المواقف التى تعرضت لها فى حياتها، وكان ذلك قبل شهرتها.
وقالت زبيدة ثروت إنها كانت تهوى الرسم بشكل كبير إلى جانب هواية التمثيل وكانت قبل أن تدخل المجال الفنى ترسم النجوم الذين تحبهم وترسل لهم هذه الرسومات عبر البريد، وكانت تنتظر أن يردوا عليها بخطابات شكر لكنهم لم يفعلوا ما أصابها بالإحباط، وحينها اتخذت عهداً بينها وبين نفسها أن تهتم بالرد على خطابات المعجبين حين تتاح لها الفرصة وتصبح نجمة، لأنها جربت إحساس المرارة التى يشعر بها المعجبون حين يهملهم نجومهم المفضلين.
وأوضحت زبيدة ثروت أنها اتجهت بعد ذلك لرسم المناظر الطبيعية الجميلة، وتنتهز فرصة يوم الجمعة إجازتها من المدرسة فى الخروج ومعها أوراقها وأقلامها وألوانها لتختار مكاناً جميلاً ترسمه، وحدث ذات مرة أن كانت فى الإسكندرية واختارت مكاناً أعجبها لتستقر فيه وتنقله على أوراقها وترسمه فى إحدى لوحاتها، حيث كانت تظهر فيها الأشجار والبحر والسماء الصافية.
وتابعت الفنانة الجميلة مشيرة إلى أنها بينما اندمجت فى الرسم فوجئت بيد غليظة تقبض على يدها التى تمسك بالقلم، ففزعت ونظرت أمامها لتفاجئ بعسكرى ضخم يقول فى قوة "ظبطتك متلبسة بتعملى إيه"، فردت زبيدة ثروت فى خوف "بعمل إيه، أنا برسم، معملتش حاجة"، لكن ازداد إصرار وغضب الجندى وكأنه أمسك بلص عتيد الإجرام "كلكم بتقولوا كدة، قدامى على حضرة الظابط، شعرك أصفر وعيونك خضر، إنتى لازم جاسوسة أجنبية".
فكادت زبيدة ثروت تبكى وهى ترجو الجندى قائلة "لا والنبى يا عم أنا مصرية زيك وبابا ضابط بحرية"، لكن لم تشفع لها توسلاتها ولم يصدقها العسكرى، وقال لها "أنا مباكلش من الكلام ده قدامى على الظابط".
وقبض العسكرى على زبيدة ثروت ومعها جسم الجريمة وهى أوراقها وأقلامها وألوانها، واصطحبها للضابط حيث كانت دون أن تدرى أنها ترسم المكان حول إحدى المناطق العسكرية الممنوع التصوير بها.
وعندما وقفت زبيدة ثروت أمام الضابط قال له العسكرى "ظبطتها متلبسة بالرسم يا افندم"، وحكت الفنانة الجميلة للضابط ما حدث، فضحك وأخبرها بأن هناك مناطق ممنوع التصوير أو الرسم بها، ثم أعاد لها أدوات الرسم وأطلق سراحها.