لا يمكن فى كل الأحوال اعتبار الجمال نعمة، ففى بعض الأحيان يصبح نقمة ولعنة على صاحبته، وهذا ما جرى مع الفنانة كاميليا التي توفيت في ريعان شبابها، فى حادث مأساوي.
تعرفت كاميليا على رشدي أباظة في بداياته الفنية، أحبتته حباً شديداً ووقع هو الآخر في حبها وبشدة، وفي ذلك الوقت كان يحبها الملك فاروق بعد أن تعرف عليها في أحد الكازينوهات، ووقع في غرامها وظل يطاردها حتى أنها علمت بقرار طلاقه من الملكة فريدة قبل إعلانه رسميا، وبسبب قربها من الملك اتُهمت كاميليا بأنها جاسوسة لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي في ذلك الوقت.
ومن شدة حب فاروق لكاميليا توعد أباظة وحذره من هذه العلاقة ولكن رغم ذلك كانت كاميليا قد اتفقت مع رشدي أباظة على الزواج، وذلك قبل أن ترحل عن عالمنا قبل الزواج بشهرين فقط، وفور رحيلها أصيب أباظة بانهيار عصبي وبقى في المستشفى لأسبوعين، يتناول خلالهما المهدئات والمنوم.
وفي حوار أجرته مجلة الموعد مع الفنان الكبير رشدي أباظة تحدث فيه عن الملك فاروق وكاميليا، وكيف أن الاخيرة حملت من الملك فاروق، يقول رشدي أباظة:" كانت كاميليا أشبه بالحصان الجامح الذي لا يستطيع أحد أن يوقفه حتى ولا الملك فاروق نفسه، إنها كانت تفعل ما يحلو لها، وتتحدى من تشاء، وإذا أحبت فهي تحب بعنف".
ويروي الممثل المغامر: "حدث مرة أن دخلت كاميليا إلى "الأوبرج" ووجدتني أجالس سيدة، فهجمت عليّ وصفعتني على وجهي مرتين، كانت هذه هي أول مرة يجرؤ فيها إنسان على صفعي، ومع ذلك فإنني عندما تلقيت منها الصفعتين صعب عليّ أن أردهما لها وهي المرأة الجميلة التي أحبها، ولم أستطع إلا أن أضحك، فكان ذلك سبباً في زيادة عصبيتها وثورتها".
ويرد رشدي على سؤال: "ما الذي أحببته في كاميليا؟"، فيقول: "كانت إنسانة صريحة جداً، وأذكر أنني غضبت عليها في إحدى المرات، وابتعدت عنها طوال ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع شربت كأسين، وذهبت إلى بيتها لكي أحاسب هذه المرأة التي تزعم أنها تحبني ولا تسأل عليّ إن غضبت منها، كانت تضع على عينيها نظارة، وتحمل كتاباً، واستدارت وعادت الى الصالون، ودخلت وراءها وأخذت أتصرف بعصبية ونرفزة وهي لا ترد عليّ بل ولا تلتفت اليّ أبداً، وأخيراً، صعد الدم الى رأسي فصرخت بها: "أنتِ يا ست.. إزاي بتقولي أنك بتحبيني ولا تسأليش عني ثلاثة أيام"!!. فنظرت إليّ بلا مبالاة وقالت: "ما دمت تحبني فقد كنت متأكدة من أنك سوف تلف وتدور طويلاً ثم تعود اليّ"، ومن يومها تعلمت الدرس الثاني في الحب، وهو أن الرجل الذي يحب فعلاً، لا يستطيع في النهاية إلا أن يعود الى قواعده".
ويجاوب على سؤال: "كيف كانت المواجهة بينك وبين الملك فاروق حول كاميليا؟، قائلا: “فعلاً حصلت مواجهة بيني وبين الملك فاروق، ولكن لا أعتبرها مواجهة بين ملك مصر ورشدي أباظـة أبداً، إنها مجرد مواجهة بين اثنين من الشبان، فإن الملك فاروق كان شاباً في العشرين من عمره، وكان ابن ذوات، ويهوى مثل كل الشبان المغامرات النسائية".
وتابع: "كادت المواجهة أن تصل إلى منتهى العنف، ولكن لم تحصل، إنه كان فقط يهاجمني بالمكالمات التليفونية التي يخفي فيها شخصيته ويهددني بالموت إذا لم أبتعد عن كاميليا، وفي أحد الأيام أرسل إليّ بعض رجاله، ولكنني لم أتشاجر معهم، رغم قدرتي على مجابهتهم وضربهم بكل شد".
واستكمل: "لم أهادن رجال الملك، كانوا شباناً أولاد عائلات، ثم إنني كنت أعرف أنني أنا المخطئ، لأنني أقمت علاقة مع "كاميليا" في الوقت الذي كانت هي فيه حبيبة الملك، وتصورت لو أنه كان عندي أنا عشيقة وحاول أحدهم أن يخطفها مني ماذا أفعل؟ أضربه طبعاً".
كما أكد أن والدته طلبت منه أن يسافر إلى إيطاليا خوفاً من أن يتعرض للأذى على يد الملك فاروق، وبالفعل سافر لفترة ولكنه عاد بعدها إلى القاهرة والتقى كاميليا، واتفقا على أن يتزوجا في روما، إلا أنها توفيت إثر حادث سقوط طائرة كانت تستقلها متجهة إلى روما لإتمام زواجها من رشدي، حيث سقطت الطائرة في حقول بالبحيرة، لترحل كاميليا عن عالمنا فى سن 31 عاما.
وبعد رحيلها فجر الكاتب أنيس منصور مفاجأة حيث كتب مقالاً بعنوان «ماتت هي لأحيا أنا»، وقال إن كاميليا لم تجد مكاناً للحجز في الطائرة وكان قد ذهب ليعيد تذكرة السفر، بعد أن شعر بتغيير في صوت والدته ووجد هناك كاميليا مع الناقد الفني حسن إمام عمر، فأعطاها التذكرة بدلاً منه.
المصدر: الدستور