كان هناك فتاة جميلة جدًا وعلى خُلق و دين، وفي أحد الأيام تقدم لخطبتها شاب صالح و يملك من الصفات الجيدة ما يؤهله أن تقبل به الفتاة وأسرتها، وبالفعل هذا ما حدث وتمت خطبتهم.
عاشت الفتاة فترة خطوبة مليئة بالسعادة والحب، كانت تشعر وكأن قلبها يكاد يطير من مكانه وهي تحضر كل ما تحتاجه لزفافها، ففي خلال أشهر قليلة ستجتمع مع زوجها في بيتهما الخاص والذي يؤسسانه سويًا من اللحظة الأولى.
- يوم الزفاف السعيد:
مرت الأشهر تلو الأخرى، وجاء اليوم المنتظر، يوم الزفاف السعيد، ارتدت العروس الجميلة فستان الزفاف الأبيض والذي جعلها تبدو كالملاك حقًا، واستعدت للخروج أمام الجميع والإحتفال بهذا اليوم الموعود.
خرجت الفتاة وانبهر الجميع بجمالها الأخاذ، وكانت السعادة تغمر الجميع، ولكن هذه السعادة لم تستمر طويلًا، فقد شعرت الفتاة بالدوار وبعدها لم تعد ترى أي أحد أمامها، لقد تحول المكان حولها إلى ظلام دامس ولا يوجد سوى أصوات الحضور.
- العروس تفقد بصرها:
صرخت العروس من الصدمة، لم تعد ترى أي شيء، وانقلب الفرح إلى حزن وألم، وانتهت الحفلة قبل أن تكتمل وتم عرض العروس على الكثير من الأطباء وكلهم لم يجدوا تفسير لفقدان الفتاة بصرها فجأة.
أخبر أحد الأشخاص أهل الفتاة أنها ربما أصيبت بالحسد، ولحل هذه المشكلة لابد أن يغتسل كل الذين حضروا حفل الزفاف وتقوم الفتاة بالاستحمام بالماء من بعدهم حتى يزول أثر العين التي أصابتها دون قصد من أحدهم.
بالفعل حدث ما قاله هذا الشخص ولكن دون جدوى، الفتاة لم يعد إليها بصرها، قررت الفتاة و زوجها أن يكملا حياتها على هذا الحال، فهذا أمر الله قد نفذ ولا يوجد بأيديهم ما يمكن فعله.
- عودة بصر الفتاة إليها:
مرت الشهور والسنوات، وذات يوم استيقظت الفتاة وعندما فتحت عينيها، فوجئت بأنها ترى الضوء والأشياء من حولها بكل وضوح، إنها ترى الآن ولم تعد عمياء كما كانت منذ يوم زفافها.
قامت الفتاة من مكانها بكل نشاط وسعادة وذهبت مسرعة للهاتف واتصلت ببيت أهلها لتفرحهم بهذا الخبر السعيد، وعندما أجابوا على اتصالها قالت بكل سعادة أنها قد شُفيت وأصبحت ترى كسابق عهدها، فلم تجد رد من الطرف الآخر سوى كلمة "الحمدلله".
شعرت بالحزن في نبرات صوت المتحدث وقد كان والدها، فسألته لماذا هو حزين، وأين والدتها حتى تفرحها بهذا الخبر، فجائها الرد صادمًا " لقد ماتت والدتك، البقاء لله "، سقطت الفتاة مغشيًا عليها وعندما استفاقت كانت قد فهمت كل شيء.
فهمت الفتاة أن عودة بصرها كانت مرتبطة بخسارتها والدتها وموتها، نعم، للأسف فإن الشخص الوحيد الذي لم يتوقع أحد أن يصيب العروس الجميلة بالعين كان والدتها ولكنها قد أصابتها دون قصد منها، وعندما ماتت الأم، انتهى أثر العين وعادت الفتاة مبصرة.
لذلك يجب على أي شخص يرى شيئًا أو شخصًا يعجبه أن يردد فورًا " ماشاء الله " حتى لا يسبب أذى لغيره دون أن يدري أو يقصد، فكما يقول المثل الشعبي "ما يحسد المال إلا أصحابه".
* اوبرا نيور