قبل وفاتها، أوصت الأم وحيدها عبدالرحمن أن يتزوج من ابنة خالة بثينة بعدما علمت منها حاجتها إلى الزواج لكي تنجب وتصبح أمًا وتسعد بتربية ابنها وصحبته مثلها في ذلك مثل كثيراتٍ من البنات.
ماتت الأم وتركت عبدالرحمن محملًا بهم تنفيذ الوصية التي شق عليه تنفيذها بسبب تزوجه من أربع نساء وكلهن معه منذ زمنٍ طويلٍ ولا يتصور الحياة بدون واحدةٍ منهن. كيف يطلق زوجةً لم تذنب ولم تقصر في حقه وتربطها بها علاقة مودة وأبناء؟
عندها، بدأ عبدالرحمن يستشير أصحابه ويسألهم عن رأيهم، ولم ينفك الكثيرون منهم يتعاملون مع الأمر بسخرية وفكاهة وهذا لم يكن أمرًا هامشيًا أو ثانويًا في حياة عبدالرحمن، لأن وصية أمه عنده واجبة التنفيذ. وعلى الرغم من شرود أصحابه عن غايته وحقيقة معاناته في هذا الأمر، وجد عبدالرحمن من بين أصدقائه رأيًا رشيدًا ألقاه في رأسه صديقٌ اسمه الشيخ حسن. كان الشيخ حسن شخصًا ذكيًا وعالمًا حكيمًا قال له إن بوسعه تنفيذ وصية أمه دون أن يطلق واحدة من نسائه.
كيف يستطيع عبد الرحمن تنفيذ وصية أمه دون أن يطلق واحدةً من نسائه؟ كانت الإجابة مبهرةً من الشيخ الذي اقترح عليه أن يختار شخصًا مثله في أخلاقه ومروءته من المقربين لابنة خاله وأن يبذل كل ما بوسعه ماديًا ومعنويًا لإمضاء الزيجة، لأن وصية أمه كانت قائمة على تزويج ابنة أخيها من أجل الإنجاب وإنشاء أسرة تسعد فيها بمصاحبة الأبناء. وعندها شكر عبدالرحمن صديقه الشيخ حسن ورشح لتلك الفتاة ابن خالته هارون الذي كان أربعينيًا حكيمًا ومتوسط الدخل فتكفل عبدالرحمن بنفقات الزواج ومؤونته ومنح كلا الزوجين مبلغًا كبيرًا من المال صدقةً حتى ترضى عنه أمه.
وبعدها ارتاح ضمير عبدالرحمن وأصبحت بثينة مستقرة في بيتها الجديد وأنعم الله عليها بالبنين والبنات. والحمد لله رب العالمين.
المصدر : اوبرا نيوز