لا يعرف الكثير في العالم العربي وحتى في مصر ، إن هناك نجوم كثر، صنعوا مجدهم الفني في مصر، بل ومثلوا وعبروا عن أدق القضايا المصرية، في حين إنه كان لهم جذور غير مصرية، إلا إن تلك الجذور، أصقلت موهبتهم وثقافتهم، وكانت عاملاً أساسياً في تطور هذه الموهبة بل وتفردها في بعض الأحيان.
ولعل أبرز هؤلاء النجم رشدي أباظة، والذي ولد لأب مصري ينتمي إلى الأسرة الأباظية الشهيرة، وأم إيطالية تٌدعى ليلي جورجنجينو، حيث درس رشدي في مدرستي «سان مارك» بالإسكندرية، ومدرسة «فرير» بالقاهرة، ثم التحق بكلية التجارة إلا إنه لم يُكمل دراسته بسبب عشقه للرياضة، وقد شق رشدي طريقه في السينما، وصار أحد أهم رموزها عبر تاريخها الطويل.
نفس الأمر بالنسبة لعمر الشريف والذي ولد لأب لبناني، وأم لبنانية مصرية، حيث هاجرت أسرته إلى مصر بداية القرن العشرين، وقد تسبب هذا المزيج الثقافي في أن يصبح ميشيل ديمتري شلهوب أو عمر الشريف، نجماً مصرياً وعالمياً أيضاً، نجح في اقتحام هوليوود، بل والترشح لجائزة أوسكار.
وعلى نطاق النجمات، فقد ولدت ميرفت أمين لأم إنجليزية وأب صعيدي مصري، وقد كانت ملامحها الأوروبية المصرية سبباً مباشراً في اقتحامها للسينما من أوسع الأبواب، ويعتبرها الجمهور إحدى أجمل النجمات في تاريخ الفن المصري.
وحديثاً تأتي ريهام حجاج على رأس النجمات اللاتي ساهم تمتعهن بثقافة أوروبية في بزوغ مواهبهن، حيث ولدت ريهام في إيطاليا، وقضت أغلب سنوات حياتها هناك، قبل أن تعود إلى مصر لدخول الجامعة، حيث تخرجت في كلية الإعلام، وهذا جعلها تتحدث الإيطالية بطلاقة، فضلاً عن إن انفتاحها على الثقافة الإيطالية ساعد في تحقيقها للنجومية بسرعة كبيرة، خاصة وإن النقاد طالما اعتبروا إن الفن الإيطالي هو النسخة الأوروبية من الفن المصري.
كما إن نيللي كريم أيضاً من النجمات اللاتي لهن أصول غير مصرية، حيث ولدت لأب مصري وأم روسية، وسافرت مع والدتها إلى روسيا والتحقت هناك بمدرسة الباليه، قبل أن تعود إلى مصر وعمرها 16 عاماً، وتبدأ في الاتجاه للفن.