بعض الأسرار يعجز اللسان عن كتمانها، وهو ما حدث مع الفنانة شادية التي كشفت عن تهديدها بالانتحار وهي شابة صغيرة عندما حاول أهلها إرغامها على الزواج ضد إرادتها خوفا من مستقبلها الفني التي كانت تحلم به في بداية طريقها.
وعلى الرغم من صغر سنها الذي لم يتجاوز الخامسة عشر إلا أن فاطمة الفتاة البسيطة والتي اشتهرت بعد ذلك باسم شادية الذي اختاره لها المخرج حلمي رفله كان كل حلمها أن تصبح مثل ليلى مراد ويكون لها جمهورها.
كانت شادية تغني أمام صديقتها الفتيات اللاتي كن يتجمعن في بيت إحداهن أمام البيانو وتقوم شادية بالغناء المستمر طالما وجدت الإعجاب في أعين صديقاتها وكانت عندما تنتهي يصفقن لها بشدة ويؤكدن لها أن صوتها لا يقل جمالا عن صوت ليلى مراد أو أسمهان.
الأمر الذي أخذ ينمو في داخلها ويزيد معه رغبتها الفنية أن تصبح مغنية مشهورة ولكنها كانت تخشى أن تصرح بأمنيتها أمام أهلها خشية أن يقوموا بمنعها من الغناء بالرغم من أن والدها كان يهوى الموسيقي وهو من قام بإحضار العود لها.
وتقول شادية: وكأي عائلة في ذلك التوقيت كان والدي يقتنع انني في السن المناسبة للزواج ووافق على خطبتي لأول شاب تقدم لي وهو مهندس طيران شاب كان زوج مثالي ولكني لم أكن أفكر في أي شيء غير مستقبلي في هذه الفترة وكان الزواج يعني قتل احلامي قبل أن تولد.
ولم أجد غير الصمت وسيلة للاعتراض على هذه الخطبة وقد لاحظ خطيبي عدم تجاوبي معه وشرودي طوال الوقت وعدم الابتسام أثناء وجوده ولقد ظن أنني أرغب في الارتباط من غيره نظرا لتجاهلي له وقام بالانسحاب من نفسه.
ولم تمض سوى ثلاثة أشهر ليفاجئني أبي بعريس جديد مدرس هذه المرة يرغب في عقد قران مباشرة ووافق أهلي رغم اعتراضي ووجدت أن الصمت هذه المرة لن يجدي نفعا وهددت بالانتحار فعلا وكان الأمر جديا بالنسبة لي فلا يمكن أن يتم هذا الزواج بأي شكل.
وبالفعل رهاني على حب أبي وأمي نجح ووافقا على طلاقي منه دون دخلة بعدما لاحظوا اصراري علي الانتحار حال إكمال هذا الزواج، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في عددها الصادر بتاريخ 1 ديسمبر 1976.
المصدر: أخبار اليوم