حذر علماء الفلك من أن إطلاق الأقمار الصناعية المخطط له من قبل شركات خاصة مثل سبيس إكس SpaceX وأمازون يهدد بتدمير منظر السماء ليلًا من الأرض إلى جانب التهديد بقطع الترددات الراديوية المستخدمة لمراقبة الكون وتعطيل الصور من التلسكوبات البصرية.
هذا ومن المقرر إطلاق آلاف الأقمار الصناعية الصغيرة في عام 2020 كجزء من خطط لتوفير وصول عالمي للإنترنت عبر مجموعة من الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض.
وقالت دهار باتيل Dhara Patel، عالمة الفلك في المرصد الملكي غرينتش Greenwich، لهيئة الإذاعة البريطانية: هذه الأقمار الصناعية تقارب حجم الطاولة، لكنها عاكسة للغاية، وتعكس ألواحها الكثير من ضوء الشمس، مما يعني أنه يمكننا رؤيتها في الصور التي نلتقطها بواسطة التلسكوبات، كما أنها تستخدم موجات راديو كبيرة، وهذا يعني أنهم يمكن أن يتداخلوا مع الإشارات التي يستخدمها علماء الفلك.
فيما وصف الدكتور ديف كليمنتس Dave Clements، عالم الفيزياء الفلكية من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، كوكبة الأقمار الصناعية الصغيرة بأنها مأساة يمكن أن تشكل خطورة إذا ما عرقلت رصد الكويكبات المرتبطة بالأرض، وقال: إنهم يمثلون عائقًا بين ما نلاحظه من الأرض وبقية الكون، لذلك فهم يعيقون كل شيء، وستفتقد كل ما وراءها، سواء كان ذلك كويكبًا محتملًا خطيرًا أو كوازارًا بعيدًا في الكون.
وقلل آخرون من المخاوف بشأن التأثير الذي ستحدثه الأقمار الصناعية، حيث قال أوليفييه هينو Olivier Hainaut، عالم الفلك في المرصد الجنوبي الأوروبي (ESO) في ألمانيا: إن تلك الأقمار لن تؤثر إلا على حوالي 0.8 في المئة من مراقبة التلسكوبات الخاصة بهم، مؤكدًا أن هذه النسبة لن تمثل مشكلة بالنسبة لعلماء الفلك.
هذا ويعد مشروع ستار لينك Starlink التابع لشركة سبيس إكس واحدًا من أكثر الخطط طموحًا للإنترنت الفضائي، والذي أطلق في وقت سابق من هذا العام أول 60 قمرًا صناعيًا لإنشاء شبكة ساتلية مقترحة يبلغ قوامها 12 ألف قمرًا صناعيًا.
وتسببت هذه الأقمار بعد وقت قصير من إطلاقها في المدار بحدوث أكثر من 100 تبليغ حول رؤية أجسام غامضة UFO، وذلك بالرغم من أن سبيس إكس قالت: إن أقمار Starlink الخاصة به ستكون مرئية بالعين المجردة من الأرض فقط ضمن أول مداراتها.
وأبلغت الشركة أنها تنسق بشكل استباقي مع مجتمع علم الفلك الراديوي الأوروبي والأمريكي من أجل حماية أنشطة علم الفلك الراديوي الهامة، كما قالت: إنها تتخذ خطوات لجعل قاعدة كوكبة أقمار ستار لينك Starlink سوداء للمساعدة في تخفيف التأثيرات على مجتمع علم الفلك.
ومن بين الشركات الأخرى التي تخطط لإطلاق مجموعات رئيسية من الأقمار الصناعية المخصصة للإنترنت الفضائي شركة أمازون والشركة البريطانية الناشئة OneWeb.