تميزت بضحكتها الرنانة ونبرة صوتها المميزة في أفلامها السينمائية، محطات ورويات كثيرة عاشتها "دلوعة السينما المصرية" من القصور إلى شرفة منزلها بوسط القاهرة و ظلت تفاصيل موتها لغزًا حير رجال الشرطة والقضاء، ودفعتهم إلى حفظ القضية تحت مسمى "ضد مجهول" .
اسمها الحقيقى أمينة شكيب درست بمدرسة العائلة المقدسة، وعلى الرغم من أنها لم تكن متفوقة فى دراستها، إلا أنها استطاعت إتقان اللغتين الفرنسية والإسبانية، وكانت منذ طفولتها تتميز بالشقاوة والخفة والدلع.
خلال فترة قصيرة من دخول ميمى مجال المسرح، قدمت مسرحيات عدة، منها "حكم قراقوش" و"قسمتى"، أما أهم مسرحياتها فكانت "الدلوعة"، وحققت من خلالها نجاحًا كبيرًا، لذا، أُطلق عليها دلوعة المسرح والسينما..
دخلت "ميمى" مجال السينما عام 1934 بفيلم "ابن الشعب"، نشأت خلال أحداث تصوير الفيلم علاقة حب بينها وبين الفنان "سراج منير" الذى تقدم للزواج منها، إلا أن أسرتها رفضت، وتكرر الأمر بعد سنوات من المحاولة حتى وافقت الأسرتان على الزواج، ليعيشا سويا 15 عاماً، قبل أن يتوفى "سراج منير" بعد إصابته بأزمة قلبية حادة فى 1957، لتقرر ميمى عدم الزواج من بعده نهائيا.
وبعد مسيرة حافلة بالأعمال السينمائية والمسرحية، فوجئ الوسط الفني في مصر، يوم 20 مايو / ايار من عام 1983، بنبأ مصرع الفنانة ميمي شكيب، قذفا من شرفة منزلها في مدينة القاهرة، وفشلت التحقيقات في معرفة الجاني فقيدت القضية ضد مجهول.
في ذلك العام ظهرت ميمي شكيب للمرة الأخيرة عندما شاركت في دور ثانوي بفيلم “الذئاب” الذي قام ببطولته عدد من النجوم، على رأسهم فريد شوقي، شويكار، نور الشريف، إبراهيم خان، بوسي، فاروق الفيشاوي، علي الشريف، ميمي جمال، محمد خيري والمنتصر بالله..
بدأ على ميمي شكيب ملامح التقدم في العمر بشكل واضح في هذا الفيلم ولم تظهر في المشاهد الأخيرة منه ما يشير إلى مصرعها قبل انتهاء تصوير بقية مشاهدها..
كانت ميمي شكيب قد سبق واتهمت في أكبر قضية آداب عرفتها المحاكم المصرية حيث ألقى القبض عليها وذلك في منتصف السبعينيات.
قضية الدعارة
وواجه الوسط الفني في منتصف السبعينيات زلزالاً قويًا عندما تورطت مجموعة من الفنانات الشهيرات في قضية آداب تعتبر الأشهر التي شهدتها المحاكم المصرية..
وحكمت فيها محكمة الأداب بالقاهرة بجلستها العلنية، رقم 7116 سنة 1974 تحت رئاسة القاضي أسعد بشاي، ومحمد حسنين وكيل النيابة، وصلاح النادى أمين السر، فى قضية النيابة العمومية رقم 169 سنة 1974 جنح أداب القاهرة..
كانت البداية عندما وردت معلومات إلى الإدارة العامة لمباحث الأداب، بوجود شبكة تمارس الدعارة، تضم مجموعة من الفنانات وتديرها الفنانة ميمى شكيب..
فتم تشكل وقتها فريق من البحث، وكشفت التحريات أن ميمى شكيب، تقوم بتسهيل دعارة النسوة من أوساط اجتماعية مختلفة، كما أنها تقوم بتسهيل دعارة بعض الممثلات من الوسط الفني..
في 22 يناير/ كانون الثاني عام 1974 أصدر وكيل نيابة الآداب بالقاهرة إذن بندب الرائد مازن نور الدين وقوة معاونة له للقبض على أمينة مصطفى شكيب وشهرتها ميمي شكيب وتفتيش مسكنها المبين بالمحضر، وضبط من يوجد بالمنزل معها.
وتم ضبط شكيب ومعها سها زوجة أبنها ويدعى محيي، ومعها من الفنانات”ا/ر”، “م/ ج”، “س/ ت”، “ن/ ي”، “ك/ ش”، “س/ ش”، و”شقيقتها ن/ي”، “م/ إ”، “ع/ ر”، “ف”، وشخص أخر سعودي.. ستجوبت النيابة خادمة ميمي شكيب وتدعى أمينة عبد العزيز مرزوق وشهرتها أمنة، والتي اعترفت بأن المدعوة ميمى شكيب، تقوم بتسهيل دعارة النسوة من الوسط الفنى وخارجه منذ مدة سبعة سنوات وهو تاريخ عملها.
أما ميمى شكيب، فقد قالت فى محضر ضبط الواقعة، أن جميع هؤلاء النسوة لهن أصدقاء رجال حتى المتزوجات منهم يقصدونها لتصالحهن.
وبعد عدة جلسات سيطرت وقائعها على أخبار الصحف والمجلات الفنية في مصر، وحصلت الفنانات على البراءة بسبب ثغرات في إجراءات الضبط، القضية أجبرت ميمي بسببها على الابتعاد عن الأضواء رغم حصولها على البراءة.
وبسبب الضغوط النفسية التي تعرضت لها بعد ذلك أصيبت بأزمة نفسية وضعت على إثرها في إحدى المصحات من أجل العلاج، وفي مطلع الثمانينات عثر على الفنانة ميمي شكيب مقتولة، بعد أن ألقيت من شرفة منزلها بالقاهرة في ظروف غامضة وقيدت الجريمة ضد مجهول.
المصدر : مواقع اخبارية مصرية
