نادرًا ما نسمع عن وجود علاقة تربط بين رئيس جمهورية وفنان، وهذا الأمر حدث بين الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك والفنان الكبير الراحل نور الشريف، وهذه العلاقة سمحت هددها ذات يوم مشهد من أحد أفلام نور الشريف، الذي وضعه في حرج مع الرئيس مبارك.
من المعروف عن نور الشريف أنه في أي فيلم يقدمه يكون لديه فكرة ورؤية معينة يريد عرضها مهما كانت، حتى وإن كانت ستسبب له مشكلات كبيرة، لاكنه لم يكن يخشي أحد، وكان يسعى لتوصيل فكرته، وهذا ما حدث في فيلم “الحقونا” الذي ناقش خلاله قضية شائكة جدا وقتها وهي التجارة في الأعضاء، وسرقة المستشفيات الخاصة لأعضاء المرضى بدون علمهم.
كان بطل الفيلم هو نور الشريف، وكان هو الضحية الذي سرقت منه كليته، وكان يحاول محاسبة رجل الأعمال الذي سرقها منه، وشاركه في الفيلم الفنان عادل أدهم وصلاح ذو الفقار ونادية عبد الغني.
والمشهد الأخير هو ما لفت نظر الرئيس مبارك عندما سمع عنه وشاهده، حيث يظهر فيه نور الشريف وهو في المحكمة وينظر إلى صورة الرئيس مبارك وقت إذن ويقول له: “يخلصك كدا ياريس، اتسرقتا حتى لحمنا سرقوه”.
وعلى الفور، استدعى الرئيس مبارك، الفنان نور الشريف، وأخبره انه سعيد من فكرة الفيلم وطلب منه ان يقدم المزيد حول هذه الأفكار ولكن بطريقة غير مباشرة، يشمئز منها المواطن، ويشعر بالضيق، ونقل الواقع مع عدم الإساءة لسمعة مصر، وأشار مبارك إلى أفلام زمان والتي كانت تطغو عليها البسمة رغم المشكلات التي كانت موجودة وقت إذن.
تقبل نور الشريف رأي الرئيس مبارك بصدر رحب ولم يعترض عليه، بل أنه فرح فيما بعد عندما علم أن الرئيس بدأ يشدد الرقابة على المستشفيات الخاصة، ومعاقبة أي مسؤول إذا ثبت أن هناك جريمة سرقة أعضاء داخل المستشفى.