أكثر من خمسين في المئة من مستخدمي الهواتف الذكية، هم من مدمنيها! هذا ما بيّنته الدراسات الحديثة التي باتت تحذر من الانعكاس السلبي لهذا الإدمان على العقل والأداء المهني، خصوصا أن الإشعارات المستمرة التي ترد على الهاتف تشتت الانتباه وتجعل بالتالي التركيز على إنجاز مهمة معينة أمراً يحتاج الى الكثير من الجهد والعناء!
هناك الكثير من الحلول والنصائح التي أسديت في هذا المجال، من أجل التخلص من هذه العادة السيئة. فتارة ينصح الخبراء بترك الهاتف في الدرج أو إطفائه خلال ساعات العمل.
في هذا الإطار، اقترح مخترع نمساوي يدعى كليمنس شيلينغر، علاجا جديدا لمكافحة هذا الإدمان. إذ ابتكر نموذجا يحاكي بشكله الهاتف الذكي، لكنه لا يحتوي على دوائر إلكترونية ولا شاشة مضيئة، أي إنه ليس إلا مجسماً أصم.
كما صنع هذا المجسم من البلاستيك الثقيل ويسمى "آسيتال"، وزوّده عدداً من الكرات الصغيرة عوضاً عن الأزرار في الهواتف التقليدية. فيلبّي هذا المجسم الحاجة المستمرة الى إمساك الهاتف وتحريك الأصابع على سطحه، من دون استخدام هاتف حقيقي. ويساعد ذلك المستخدم في ما يشبه فطام الرضيع.
على أي حال، لمعرفة إذا كنتم عالقين في شرك الهاتف الذكي، إليكم الأعراض التي تؤكد صواب شكوككم:
-هل تمسكون بالهاتف طوال اليوم؟
هل تبقونه في متناولكم أو ضمن مجال نظركم طوال الوقت؟ إذا كنتم من هذه الفئة فأنتم على الأرجح تدمنون استخدامه. فمن يدمنون هواتفهم، يجدون دوما الأعذار لاستخدام هذه الأجهزة باستمرار، إما لاجراء اتصالات أو إرسال رسائل نصية او استخدام تطبيقات وألعاب مختلفة. بمعنى آخر، لا يمكن لهؤلاء أن يبتعدوا عن هاتفهم وإن فعلوا فرغماً عنهم. وإذا حصل أن فقدوا الهاتف أو تركوه عن غير قصد في مكان ما، فسيصابون بحال من الهلع والقلق.
-هل يمر يوم من دون استخدام الهاتف؟
لا يقوى الأشخاص الذين يدمنون هواتفهم على تركها يوما واحداً. يشعرون بحال من النقص إذا اضطروا لترك هاتفهم في مكان ما أو حتى إذا لم يتذكروا إحضاره معهم. بمعنى آخر، الفراق عن الهاتف صعب جداً!
هل تصابون بحال من الهلع إذا لم تتمكنوا من إيجاد الشاحن بشكل سريع؟ إذا كان الجواب نعم، فأنتم حتما من مدمني استخدام الهاتف الذكي! الواقع أن هذه الهواتف باتت محمّلة بالكثير من التطبيقات المفيدة أو المسلية، وهذه تستهلك جزءاً وفيراً من طاقة البطارية، خصوصا إذا استخدمت بشكل متواصل.
-هل يساوركم قلق مستمر من إمكان فقدان الهاتف؟
هل يشكل الهلع والقلق والتوتر أعراضا رئيسية لما يمكن أن تشعروا به لدى فقدان الهاتف؟
-هل تعجزون عن مقاومة الرغبة في الاطلاع على الإشعارات التي تردكم بشكل متواصل؟ هل تشعرون بضرورة الرد على كل الرسائل النصية أو الرسائل التي تردكم من زملاء أو أصدقاء أو أقارب في اللحظة نفسها؟ إذا كنتم من بين هذه الفئة، فأنتم على الأرجح من مدمني الهواتف الذكية.
-هل تصطحبون الهاتف معكم إلى كل مكان حتى الحمّام؟
إذا كان الجواب نعم، فيؤسفنا أن نعلمكم أن هذا يدل على إدمان استخدام الهاتف الذكي.
-هل تستخدمون الهاتف في اللقاءات الاجتماعية، سواء خلال الزيارات أو المآدب؟ الواقع إن هذه المناسبات التي من المفترض أن تكون مخصصة للتحدث مع الآخرين والاستمتاع بالجلسات، يتجاهلها مدمنو الهواتف عبر تمضية الوقت مع الشاشة الزرقاء، سواء لالتقاط الصور أو تحميلها على مواقع التواصل أو عبر تفحص الإشعارات المختلفة او إجراء اتصالات متواصلة.
-هل تشعرون بالحاجة إلى النظر الى الشاشة باستمرار؟
هل تسمعون رنة الهاتف أو ذبذبات وهمية من دون أن يردكم أي اتصال؟
-هل تتفقدون الهاتف قبل النوم مباشرة وفور النهوض من السرير صباحاً؟ هل تبقونه الى جانبكم خلال الليل؟ إذا كان الجواب نعم، فهذا يعتبر مؤشرا جاداً لدرجة متقدمة من إدمان الهاتف، علما أن إبقاء هذا الجهاز قرب السرير يؤثر سلبا في أنماط النوم وجودته.
التنقل العشوائي بين التطبيقات
-مدمنو الهواتف يواصلون استخدام أجهزتهم وتقليب الصفحات على الإنترنت والتنقل عشوائيا بين التطبيقات، من دون أي هدف أو حاجة ما.
ماذا تفعل خلال الإجازة؟
- خلال العطلات والإجازات، يواجه مدمنو الهواتف صعوبة في إطفاء أجهزتهم والتخلي عنها بضع ساعات من أجل الاستمتاع باللحظات الحقيقية. فبدلا من تمضية أوقات جميلة في الوجهة المقصودة، ينكبّون على التقاط الصور وتحميلها على صفحات التواصل الاجتماعي، ثم ينجرون خلف الرد على سلسلة من التعليقات وما تفرضه من اطلاع مستمر على الإشعارات التي ترد تباعاً. فيفوّتون على أنفسهم عيش اللحظات السعيدة التي أتوا من أجلها أساساً!
هل تتفقد هاتفك وقت انشغالك بمهام أخرى؟
- هل تشعرون بالحاجة إلى تفقد الهاتف باستمرار للتأكد من عدم ورود اتصالات أو رسائل نصية أو إلكترونية أو أي إشعار آخر؟ مدمنو الهواتف يتفقدون أجهزتهم حتى خلال انشغالهم بمسائل مهنية أخرى أو حتى خلال مشاركتهم في اجتماع. كذلك، لدى مشاهدة التلفاز أو تناول الطعام يواصل مدمنو الهواتف، استخدام أجهزتهم الصغيرة تلك!
- هل تمسكون بالهاتف طوال الوقت بدلا من تركه داخل الحقيبة؟
إذا كنتم من بين هذه الفئة، فهذا يدل على سلوك طريق إدمان الهاتف، لأنه ببساطة يدفع إلى الاطلاع المستمر على كل الإشعارات والرد على كل المكالمات وإضاءة الهاتف من دون أي سبب.