تفاصيل مثيرة وقصتها تكاد لا تصدق , كانت تجلس إلى مائدة قريبة منه، وكان هو يجلس يرقبها عن كثب بعين براقة يغمرها دهشة وسعادة غامرة، وهي تشرب كوب السحلب داخل أحد المحلات الشهيرة بوسط القاهرة.
وطوال الوقت أخذت تتعاظم الدهشة على وجهه، وأخذ يتأمل في وجهها الأسمر ذي المعالم المصرية الصميمة، وانتهى به الأمر إلى انتقاله إلى مائدتها، ودون أن يلحق بالجلوس سألها هل تحبين الظهور على الشاشة؟
إنه شيخ المخرجين محمد كريم، وبسعادة غامرة تقفز من عينيها لتقول: طبعا وبابتسامة عريضة، وبعد أن دخلت الوسط الفني، وغيرت اسمها من هنومة خليل إلى مديحة يسري، وقلب كريم حياتها رأسا على عقب، واتجهت لحياة الفن والفنانين رغم أنه دخل المحل مصادفة، يوم لقائه بها.
وفي أول دور ثانوي لها في فيلم ممنوع الحب، أحبت ثلاثة، محمد أمين، وأحمد سالم، ومحمد فوزي، وتزوجت من بين هؤلاء الثلاثة، الأول، والثالث فقط. وفي أحد اللقاءات بها صرحت لمجلة الجيل عام ١٩٥٥، بأنها عندما تحب، تحب بإخلاص، وبكل كيانها وأعصابها، وعندما تكره، تكره بكل كيانها وأعصابها أيضا.
واستكملت بالتأكيد على أن الحب ضرورة للفنانة، والفنانة التي لا تحب ولا تعشق، تعتبر بمثابة فنانة غير مكتملة الأحاسيس. وتقول مديحة إن عواطفها كلها وهبهتها للرجل الثالث محمد فوزي، وتؤكد بأنه أقرب ما يكون للزوج المثالي، ولكن عيبه الوحيد أنه يستيقظ في السادسة صباحا ليلعب التنس، ويصر على أن يقودها معه، بالرغم من أنها لا تستطيع أن تستيقظ إلا في الضحى.
وأضافت مديحة يسري، بأنها ست بيت، تشرف على كل كبيرة، وصغيرة، في منزلها، حتى الكنس والغسل والمسح، ومن أحب الأطعمة إليها “طبق البصارة”، مع فحل بصل.
وفي ختام لقاءها ذكرت بأنها تعتز ببشرتها السمراء جدا، وتشكر الله على أنه خلقها سمراء وليست بيضاء، وضربت مثلا مصريا شعبيا قائلة: الفلفل الأسود بالوقية، والبياض على الحيطان، وهي سعيدة لأنها ليست على الحيطان ولا بالوقية وترمن بالعين، والحسد، وتضع في أصابعها فصا أزرقا، كبيرا كتميمة، وتزور أولياء الله الصالحين وسيدنا الحسين والسيدة زينب من المفضلين إليها، وكما تقول حلا لها كثيرا من العقد والمشاكل.