دعت إحدى أبرز نجمات السينما العربية في حوار صحفي مؤخراً، جميع المنتجين في الشرق الأوسط إلى إعادة الجنس للسينما مرة أخرى مشيرة إلى أن البوسة، والمايوه، والرقص الشرقي أساس نجاح أي فيلم في شباك التذاكر حسب قولها.
وتعد هذه الفنانة من أجرأ الفنانات العربيات وصاحبة المشهد الأكثر إثارة في السينما العربية وكانت أفلامها دائما ترفع شعار للكبار فقط.
إنها الفنانة السورية “إغراء”، التي كان لها رأي جريء في السينما عبرت عنه في عبارات صادمة تناقلتها عدد من المواقع الإلكترونية والصحف العربية، وقالت أنها ليست نادمة على ما قدمته.
وولدت إغراء في 19 فبراير عام 1942 بدمشق، واسمها الحقيقي نهاد علاء الدين، وكانت نجمة الإغراء الأولى في سينما الستينات والسبعينات. شاركت إغراء في عام 1972 بفيلم «الفهد»، الذي كان يحكي قصة أبو علي شاهين، وهو مناضل سوري ضد الاستعمار الفرنسي، ومن إخراج نبيل المالح.
مشاهد تعري
وتضمن الفيلم مشاهد عري أبرزها المشهد الذي كانت تستحم فيه عارية تمامًا في أحدى شلالات الماء في منطقة الربوة بدمشق، مع مواطنها الفنان أديب قدورة، الذي تمدد فوق جسدها وهي عارية، وهو المشهد الذي وصفه النقاد بأنه «الأكثر إثارة في تاريخ السينما السورية».
عقب عرض الفيلم، قالت «إغراء»، إنها قبلت بتصوير هذا المشهد إنقاذًا للفيلم، وذلك بناء على طلب المخرج . واطلقت جملتها الشهيرة: ليكن جسدي جسرًا تعبرُ عليه السينما السورية إلى التقدم.
وتعد النجمة السورية إغراء أول فنانة عربية تتعرى بشكل كامل في أفلامها بعد الفنانة المصرية ناهد شريف، وكثيرًا ما تضمنت أفلامها مشاهد تعري وجنس وقبلات، وتلقت بسبب ذلك انتقادات عديدة من قبل المحافظين.
الفنانة السورية ردت في حوار مع “نيويورك تايمز” على هذه الانتقادات بقولها: “خلعت ملابسي في الأفلام إيمانًا بمبادئي”. مضيفة: “خلعت ملابسي لمبدأ، وإذا أردت أن أفعل ذلك من أجل المال، لكنت فعلت ذلك في الظلام، ولجنيت أموالًا أكثر”.
رصيدها الفني
كما تعد الفنانة السورية إغراء واحدة من فنانات الزمن الجميل، واسمها لا يزال محفوراً في ذاكرة ووجدان السوريين والعرب حتى اليوم. وساهمت بانتشار السينما السورية، ويضم رصيدها حوالى 70 فيلماً، وشاركت في إنتاج وإخراج خمسة منها، بالإضافة إلى 25 فيلماً من بطولتها وتحمل توقيعها سيناريو وحواراً وتأليفاً.
وعن سبب اختفائها من الساحة الفنية، تقول إغراء: “أنا لم أختفِ، وقدمت آخر أعمالي قبل 7 سنوات من أحداث سوريا، التي حالت دوننا ودون الإنتاج. عدا عن أن المنتجين هربوا في أواخر الثمانينيات بسبب عدم تلبية وزارة الثقافة مطالبهم، وبقيت وحدي في الميدان واستمررت في الإنتاج. آخر أفلامي “أسرار النساء” من إنتاجي وكتابتي وإخراجي، واستمر عرضه في الصالات إلى حين إقفالها، وهي لا تزال مقفلة حتى اليوم. أين يمكن أن أعرض أفلامي وصالات السينما مقفلة؟”.
وفي المقابل، تؤكد أن الظرف ليس مؤاتياً لإنتاج أفلام مشتركة تلعب دوراً في انتشار اسمها عربياً، مضيفة: “الأفلام المشتركة التي شاركت فيها محدودة، بعضها مع ممثلين لبنانيين، وفيلمان مع النجم المصري الراحل عمر خورشيد”.
أفلام غير جيدة
وترى إغراء أن الفنون غير منفصلة، وهذا ما جعلها تتجه نحو الإخراج: “كنت أجلس مع المونيتور لمتابعة تفاصيل العمل، واكتسبت خبرة. الذي يهوى الكتابة والتمثيل، يهوى كل ما له علاقة بالفن” مردفة: “أنا أحببت الإخراج كثيراً، وأعتبره موهبة ولا يمكن اكتسابه عبر التعليم، وهناك الكثير من المخرجين في كل دول العالم، أفلامهم ليست جيدة، لأن الإخراج إحساس وخبرة وتجارب حياتية”.
وترفض إغراء أن يقال إن أسمها يعكس الأدوار الجريئة التي تميّزت بها: “أنا لم أتميّز بأدوار الإغراء. بدايتي الفنية كانت في مصر، وكنت في سن الـ 12 وأدوار الإغراء لم تكن مناسبة لعمري، والمخرج زهير بكير هو من أطلق علي اسم إغراء، لأنه كان يتوقع أن أصبح ممثلة إغراء. لكني لم استمر في مصر بقرار مني، بعد أن شاركت في فيلمين من بطولتي هما “عودة الحياة” مع أحمد رمزي ومها صبري، و”الحب الأخير” مع هند رستم وأحمد مظهر.
وأضافت: “كان يقال دائماً “لسة صغيّرة” وهذه العبارة شكلت عقدة لي، ولذلك غادرت مصر على أن أعود إليها عندما أكبر، ولكني لم أعد أبداً لأنني بنيت مسيرتي في سورية. أنا النجمة السينمائية الوحيدة في سوريا، ولا يوجد نجمات سينمائيات لا قبلي ولن تأتي نجمات من بعدي. الجمهور تعلّق بي، منذ أن قدمت أول أفلامي عام 1975. أنا نشرت السينما السورية في الدول العربية وصنعت تاريخاً سينمائياً فيها”.