كانت الشحرورة «صباح» تتعمد دائمًا إظهار مشاعرها الجياشة وحبها الشديدة لـ ابنتها الجميلة «هويدا»، حيث ظهرت في أكثر من فيلم وهي تؤدي دور الأم ولا تهدأ حتى تمثل هويدا دور ابنتها في الفيلم أيضًا، وجميع القصص التي جسدتها المطربة الراحلة كانت تتضمن محبة شديدة وعطف شديد بينهما، لكن في أحيان كثيرة تختلف الدراما عن الواقع تمامًا.
وعرفت هويدا كونها الإبنة الشاردة لـ الصبوحة، والتي كانت تحب شاب في تلك الأوقات وتعرضت لصدمة عاطفية قوية منه، جعلتها تفقد طريقها وألقت بها بين عدد كبير من الشباب مدمني السهر والخمور والحفلات، وهو ما دفع صباح للجنون والهستيريا وقامت بصفعها والصراخ بوجهها حتى جرحت أحبالها الصوتية من كثرة الصراخ وفقدت صوتها لفترة من الزمن.
وكان يشاع بكثرة أن العداء بين هويدا وصباح بدأ في سن مبكرة، عندما بدأت هويدا بأن تكن شعور إعجاب شديد بالفنان الراحل «رشدي أباظة» وكانت في تلك الفترة عمرها لا يتراوح الـ 14 عاما وصدمت عندما رأته مشغولا بوالدتها الفنانة صباح، ورغم أن الإعجاب بـ دنجوان السينما العربية طبيعي بشكل كبير بين فتيات هذا الجيل إلا الأمر كان بداية حنق الفتاة الصغيرة على والدتها وحاولت أخذه منها، وذلك وفق العديد من المجلات حينها.
ولم تكن تلك الأزمة الوحيدة، حيث نتيجة لتصرفات هويدا غير المسئولة وإدمانها للمخدرات بشكل كبير تعرضت لـ أزمة صحية في عام 2006، وهو الأمر الذي أجبر صباح على بيع منزلها والسكن في فندق حتى تقوم بـ إدخالها مصحة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة للعلاج من الإدمان، وفي عام 2009 بدأت صحة هويدا تتحسن، وعادت إلى لبنان وظهرا معا في عدة لقاءات، إلا أن هويدا لم تشارك في تشييع جثمان والداتها لمثواها الأخير.
وكان أخر ما قيل عن العلاقة السيئة التي جمعت هويدا بـ والدتها صباح، إنها لم تحضر جنازتها بسبب كلبها، وكانت صباح تعبر عن حبها لابنتها بكل اللغات وفي كل الأوقات إلا أن هويدا لم تبادلها ذلك الحب وهو ما كان واضحًا بشكل كبير في الأوساط الفنية وبين الجماهير، حيث كانت في أغلب الأحيان ووفق ما ورد بالصحف والمجلات وقتها أن هويدا كانت تشعر بالغيرة الشديدة من والدتها وتسببت لها في عدد كبير من الأزمات النفسية والمالية.
والجدير بالذكر أن هويدا لم تكن الابنة الوحيدة للراحلة صباح، ولها شقيق يحمل نفس اسم والدته «صباح نجيب شماس»، ولكن نتيجة غيابه الدائم وعمله بالخارج ارتبطت الشحرورة أكثر بـ ابنتها، ووفقًا لما قاله بعض المقربين من أفراد العائلة، أن قوة شخصية صباح كانت تمحي من بجوارها وهو ما كانت ترفضه هويدا منذ أن كانت في سن المراهقة وهو ما خلق حالة من الأزمات فيما بينهما.
وقالت عنها الفنانة «إيمان» والتي كانت صديقة مقربة جدا من العائلة، في أحد اللقاءات التلفزيونية: «هويدا غريبة أوي، تركيبتها ذات نفسها غريبة، في فترة حاولت تمثل وكانت كويسة جدا في الوقت ده، وساعدها بشكل كبير كونها ابنة صباح ووجود صباح كأم في حياتها، وده خلاها تدخل الوسط الفني كنجمة كبيرة، لكن كان دايما في علاقة غريبة بين هويدا وصباح، هويدا مش عاوزه تبقى بنت صباح، هي كانت عاوزه تبقى صباح، وده كان عاملها مشكلة كبيرة أوي في حياتها، عشان كده حتى مكملتش في الفن».