هل كانت تعلم تلك الفتاة العشرينية خريجة الثانوية العامة من مدرسة آزال الوادي أن الرحلة التي كافأها أبوها لزيارة أخيها المقيم في ماليزيا، نظير نجاحها في الثانوية من صنعاء، ستكون بداية انطلاقتها وتميزها المهني..
منذ أيامها الأولى في كوالالمبور بدأت سيدة الأعمال اليمنية أسماء مهيوب، مسيرتها العملية بفتح حضانة منزلية مصغرة للأطفال، حتى تطور الأمر لديها إلى فتح فصول، وبعد بدء تعثر هذه المشروع إزاء قلة الأطفال، طرقت أسماء الباب للعمل في معهد للغة بماليزيا، لكنها فضلت عدم الاستمرار إزاء الأجر الزهيد الذي كانت تتلقاه، وهو الأمر الذي دفعها للبحث عن عمل آخر، فالتحقت للعمل كسكرتيرة في إحدى المدارس العربية بماليزيا، ومنها كان الخروج إلى فضاء أوسع..
تقول أسماء ل"نيوزيمن"، كان التفكير يراودني دائماً أن أفتح مدرسة في ماليزيا، خاصة في ظل وجود الكثير من النازحين من دول الشرق الأوسط، بينها اليمن.. لكنني كنت أجد صعوبة في التمويل، ولم يتملكني اليأس أبداً، وكنت ذات مرة التقيت ابنة لأحد رجال الأعمال الأثرياء، وطرحت عليها فكرة المشروع، لكن لم يكن هناك جدوى لأي تمويل، إلا أنني ما زلت مصرة".
وتابعت: "ومن خلال عملي سكرتيرة في المدرسة تعلمت الكثير، والفضل لله ثم لمديرتي السابقة، في تلك الفترة أتت الظروف مواتية للفرصة التي انتظرتها مراراً إزاء تعرفي على شركاء للمشروع الذي طالما حلمت به ولم ينفك عن تفكيري..
فافتتحت مدرسة بالشراكة مع مجموعة مستثمرين، وكنت أدرس البكالوريوس في ذات الوقت".
تدير الآن أسماء إحدى أهم المدارس العربية في ماليزيا تابعة لها كملك خاص، بعد أن تمكنت من دفع حصص الشركاء، واستقلت بالمدرسة كمالكتها الرئيسية، ومؤخراً افتتحت فرعاً آخر للمدرسة في ولاية "ترينجيانو" الماليزية، وقد انتهت من الدراسة في برنامج البكالوريوس، وعلى وشك الانتهاء من برنامج الماجستير في الوقت...
وبذلك تكون أسماء مهيوب أصغر سيدة أعمال يمنية في ماليزيا..
قالت: "لاقيت معارضة كبيرة من أهلي لخوفهم عليّ من تحمل أعباء القيام بهذا المشروع، ووجدت الناس من حولي ينظرون لي باستغراب لكوني امرأة لا تقوى على تحمل أعمال الرجال وفق العادات والمفهوم المجتمعي للمرأة، لكنني اتخذت قراري ومضيت بإرادة تهدف للنجاح دون الالتفات لنظرة الناس والمجتمع، وحققت هدفي ضمن مراحل وما زلت أخطو.. وأسأل الله النجاح".
وبمناسبة يوم المرأة العالمي اعتبرت سيدة الأعمال اليمنية الشابة بماليزيا أسماء مهيوب، أن المرأة العربية ما يزال وضعها ليس كما يجب. مُرجعة ذلك إلى العرف والدين والعادات المجتمعية مقارنة بوضع المرأة في الدول المتقدمة..
وعن المرأة اليمنية قالت أسماء: "للأسف علمونا في اليمن أن المرأة بدون رجل لا تساوي شيئاً، وهذا منطق غير صحيح، فالمرأة اليمنية بالذات قوية وتتميز دوماً بالذكاء الكبير والصبر والتحمل أكانت أماً أم ابنة.. طالبة أم موظفة.. زوجة أم أختاً....
وفي ختام حديثها نصحت أسماء المخلافي اليمنيات بعدم الانكسار، وأن لا يجعلن شيئاً يفقدهن ثقتهن بأنفسهن، وأنه بالصبر والإرادة والإصرار يتحقق النجاح.. وقالت "أنت اختي اليمنية من تختارين مكانك ومكانتك وأنت من يحدد مستقبلك وليس الآخرون".
* نيوز يمن