الفئة الصامتة فيهم نجدهم وطنيين أصواتهم لا نكاد نسمعها ، وإن سمعناها نسمع درراً وعذب الكلام وتخجلنا أخلاقهم ، فوالله الذي لا إله غيره لولاهم ولولا إحترامنا وتقديرنا لهم لتكلمنا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة عن خزايا من أساءوا لهم ولمناطقهم ، ولكننا لن نختزل مناطقهم بسفهاء وحثالات قومهم .

   عيدروس الزبيدي وشلال شائع ومن كانوا على شاكلتهم ومن لف لفهم وحذا حذوهم لا يفقهون إلا برفع الشعارات الوطنية الزائفة ، فشلوا بكل ما كُلِّفوا به من مسؤوليات ، فعيدروس الزبيدي جعل من محافظة عدن ملكية خاصة له فكان كريماً مع جماعته بمنحهم العطايا والمنح والوظائف وهمش أبناء المحافظة .

    شلال شائع سَمَّيته المسعبب تشبيهاً بالرجل الأبله الذي ينساب ريقه من فمه وعندما يتحدث يمطرك بذلك الريق فتتأفف منه ومن ريحة ريقه الكريهة التي ملأت وجهك ، وعندما يحاول أن يتفلسف لا تفهم منه عبارة واضحة ولا جملة مفيدة ، تسأله سؤال يتوهك ويدخلك في دهاليز وكأنك تلعب معه لعبة المتاهة ، وعبارته المشهورة هي : مع سبق الإصرار والترصد ، وإن سألته عن معناها بالتأكيد سيذهب بك إلى تلك المتاهة فتكره اللحظة التي دخلت معه في نقاش .

   هؤلاء هم النموذج السيء الذين كَرَّهوا الجنوب في قلوب الجنوبيين ، وحسنتهم الوحيدة هي أنهم كَرَّهوا الجنوبيين بمشروع الإنفصال ومن بعدها أحبَّ السواد الأعظم من أبناء الجنوب الوحدة ومشروع اليمن الإتحادي ، والسبب أن هذا السواد الأعظم تخيل دولة الجنوب المستقلة ويحكمها تلك الآفات والأدوات الرخيصة الطائعة للدويلة المارقة .

   يسعون لحكم الجنوب خالٍ من الأكاديميين والعظماء ذوي الشهادات العليا .. يريدون أن يحكموا الجنوب ويتربعون على سلطته وهم يفتقدون السياسيين والأكاديميين والكُتَّاب وعلماء الدين والخُطباء والأطباء والكثير من المجالات التي تحتاجها الدولة ، حتى الفن يفتقدون رجاله من شعراء ومسرحيين وغيره من رجالات الفن ، مع العلم أن هناك الكثير من رجالات في مناطقهم الذين يمتلكون هذه المجالات ولكنهم عقلاء لم ينجروا لمستنقعهم القذر وكأن لسان حالهم يقول : لن يحكمنا سفهاء قومنا .

   لا يمتلكون ثروات طبيعية وعينهم على ثروات الجنوب في باقي المحافظات ، يريدون حكم الجنوب وهم فئة قليلة ضالة لو سُلِّمَ لهم الجنوب كاملاً لجعلوا أعزة أهله أذلة ولحولوه مستنقع للفساد والرذيلة ، وهانحن اليوم نرى بعض ذكورهم وليس رجالاتهم يمتلكون أوكار الرذيلة والدعارة في القاهرة وبالإسم وأماكنها معروفة ، فإن سُلِّمت لهم السلطة سيحولون تجارة الدعارة إلى الجنوب وعلى الأخص لعاصمتنا الحبيبة عدن ، وما تجارة الحبوب والحشيش والمخدارات في هذه الفترة إلا خير دليل على ذلك .

   شلال المسعبب إلى يومنا هذا يقول بأنه قبض على الكثير من العصابات الإجرامية ولم نرى أي عصابة إجرامية ، في عهد صاحب مقولة مع سبق الإصرار والترصد سمعنا عن جرائم في عدن لم تُرتَكَب منذُ أن خلق الله الخليقة .. نساء تختطف وتغتصب .. صبيان يمارس بهم اللواط ثم يُقتلون .. أطفال تختطفهم أيادي ملوثة بالدم ثم يقتلون .. إنتهاك حرمات البيوت بمداهمتها ليلاً .. إختطافات تعسفية لناس أبرياء وإخفائهم في سجون سرية ، وغيره الكثير من الجرائم التي لم تُرتكب في أي بقعة من بقاع العالم ، وبعد كل جريمة يطل علينا شلال المسعبب ويستهل كلامه بعبارة مع سبق الإصرار والترصد قبضنا على العصابة الإجرامية .

   القهر الأكبر بأن هؤلاء الحثالات هم في نظر قطيعهم رموز وطنية بسبب الشعارات الثورية الزائفة التي خدعوا بها هذا القطيع ، ولا يعلم هؤلاء بأن زعيمهم الروحي والملهم رئيس مجلسهم لولا تعاطيه حقنة دماغية يومية بمادة الميديكيت لأُعلِنَ عنه ب (مجنون رسمي) مع سبق الإصرار والترصد ، فبالله عليكم أيها العقلاء (القطيع خليهم على جنب) هل تتخيلوا مجرد تفكير فقط بأن يكون رئيسكم مجنون ؟ .

   إحترامي وإجلالي وتقديري لصفوتهم ونخبتهم وأسألهم بالله أن لا يغضبوا مني ، فوالله الذي لا إله غيره قد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى بسبب سلوكيات هذه الحثالات ، ورب الأولين والآخرين لو ما وجدت الدويلة المارقة هذه الأدوات الرخيصة لما وصل حال عدن إلى هذا المستوى المتدني ، وعندما أشاهد بلد البداوة محافظة مأرب تتطور وتزدهر يوماً بعد آخر أتألم لحال عدن المدنية ، وإني لم أكتب ما كتبته إلا لحرقتي على أهلي وناسي من أبناء عدن على عذابهم هذا وخصوصاً عند مشاهدتي لهؤلاء الحثالات وأولادهم في أبو ظبي يتمتعون برغد العيش وجنة دنياهم .. أولادهم يدرسونهم هناك ويحرضون الناس في عدن بعدم ذهاب أولادهم للمدارس .

   في جعبتي الكثير والكثير عن هؤلاء الشراذم والحثالات من ممارسات وسلوكيات يقشعر لها البدن ويهتز لها الضمير الإنساني ، فواحدة فقط سأقول لكم أن تسألوا عنها يسران المقطري عن عدد أوكار الدعارة والمراقص ومن يمتلكها ومن أين هن العاهرات ؟ ، فوالله بأن الألم والحسرة قد بلغتا مداهما فحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم وفي من ساعدهم وأيدهم .

علي هيثم الميسري