يصنعوا الأزمة ثم يأمروا أدواتهم الرخيصة بإفتعال الشغب وبث الفوضى وشل الحركة في العاصمة عدن ، كل ذلك للوي ذراع فخامة رئيس الجمهورية ليوافق على تمرير كل مخططاتهم ومصالحهم الغير مشروعة في اليمن ، يعني ذلك يأنهم لم يعرفوا بعد أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لا تُلوى ذراعه ولا يبيع وطنه مهما كان كِبَر الضغوط التي تُمارس ضده .

   منذُ أن بدأ إنهيار العملة من أشهر معدودات وصلتنا معلومات مؤكدة بأن جهة معينة تسعى على تدهور العملة اليمنية حتى تصل بها للإنهيار التام ، فعملت على دفع أدواتها بفتح محلات صرافة بعد أن مولتهم بمبالغ ضخمة لشراء العملة الأجنبية من السوق المحلي ، وكان تركيزها كله على العاصمة عدن ، وقد حذرنا منذُ البداية ولكن الصمت المطبق هو الذي شاهدناه وها نحن اليوم نرى النتائج .

   إن أرادت الحكومة اليمنية أن توقف هذا التدهور للعملة فعليها أولاً أن تبدأ بخطوات عملية مستعينة بعصا الحجاج وأقصد هنا أن تحمل عصا حديدية وتقوم بإغلاق كل محلات الصرافة وتبدأ أولاً بداهمة محلات الصرافة حديثة العهد ، وتسن قانون بحصر صرف العملة على البنوك الحكومية ومن يخالف القانون يُغَرَّم بمبالغ ضخمة ، وينبغي أن تكون العصا هي وزارة الداخلية أو الحرس الرئاسي ، أما إدارة الأمن عليها أن لا تستعين بها لأن مديرها هو أحد الأدوات الرخيصة .

   ويا حبذا أن تعود الحكومة لتعمل من الداخل لإثبات حسن النوايا ولُتطمئن الشارع بأنها معه وإلى جانبه وأنها تعاني مثل ما يعانيه المواطن ، وأنها ستسعى جاهدة لتجاوز كل الأزمات وأولها وقف إنهيار العملة ، وأيضاً لإثبات حسن النوايا على الحكومة أن تأمر بصرف مرتبات الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة بالعملة المحلية وليس بالعملة الأجنبية ليشعر المواطن بعدم التمايز بينه وبين أي مسؤول في الدولة ، حتى أن القيام بهذه الخطوة هي إحدى الخطوات المحورية لإيقاف تدهور العملة .

   هناك الكثير من الحلول لإيقاف نزيف العملة المحلية التي إنهارت في وقت قياسي ومشكوك في أمره والكل يعرفه ، والحلول الترقيعية لن تُجدي نفعاً بل ستزيد الأمور سوءاً وخصوصاً فيما يتعلق بالعملة المحلية وبالإقتصاد الوطني ، فمصالح الناس متعلقة بهذين الامرين لا سيما ونحن نعلم بأن عملتنا مستهدفة وإقتصادنا مستهدف من قِبَل جهات جاءت لتساعدنا وتعيننا فأعانت علينا لأجل مصالحها وأهدافها .

   هذه الفوضى التي شاهدناها اليوم بإحراق الإطارات والشغب المفتعل قامت به جهات نعلمها جيداً ويعلمها العاقل والسفيه ، ولأجل أن لا نشاهد فوضى عفوية وشغب حقيقي على حكومتنا أن تستنفر كل جهودها وتبدأ بحلول واقعية ونموذجية فالفوضى القادمة لن تكون من قِبَل الأدوات الرخيصة بل ستكون من ناس غلبهم الجوع فخارت قواهم وإنقطعت بهم السبُل فلم يجدوا بُدَّاً من الخروج للشوارع للفت أنظار العالم إليهم ليعينهم على سد رمقهم وإشباع جوعهم .

علي هيثم الميسري