الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ولقاء قيادات المؤتمر الشعبي العام يحدوني الأمل بأنها ستكون زيارة ناجحة ولقاءات مثمرة خصوصاً من جانب المؤتمريين الوطنيين أما أولئك المرتهنين لجهات خارجية فلا أمل فيهم حتى تتخلى عنهم تلك الجهات .

   بالنسبة للقاء فخامته مع الرئيس المصري لا أعلم أسبابها ، أما فيما يتعلق بلقائه مع أعضاء المؤتمر فأظنه لأجل لملمة كيان الحزب وتجميع شتاته وتحفيزهم بتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية ، وقد جاء ذلك في خطاب فخامته لأعضاء المؤتمر الشعبي العام المتواجدين في الخارج .

   لم أكتب هذه الليلة لأسرد سبب هذا اللقاء ونتائجه فالكل يعلم كل ذلك ، ما جعلني أكتب هي تلك الصور التي شاهدت فيها أعضاء المؤتمر وهم يسلمون على فخامة الرئيس القائد ويقبلون جبينه ، وهم مجتمعين من حوله منصتين له وهو يخطب بهم ، وتمنيت حينها بأن هذه المشاهد لو كانت لإخوتنا الجنوبيين المتمردين على فخامته .

   فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أحسن لهؤلاء المتمردين وناداهم مراراً وتكراراً وبشتى الوسائل والسبل بأن يضعوا أياديهم بيده ، ولكن كل نداءاته ذهبت أدراج الرياح ، فبدلاً من أن يعودوا للرمز الوطني الجنوبي ويحاولوا أن يلملموا معه شتات الجنوبيين آثروا أن يكونوا عبيد وأدوات ومرتهنين للقوى الطاغوتية التي رمت لهم طُعم الإنفصال فإبتلعوه .

   كان طُعم الإنفصال به عدة شروط وأولها هو التمرد على فخامة الرئيس القائد وإثارة الشغب والفوضى في الجنوب ومحاولة الإنقلاب عليه من خلال الإطاحة بحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر ، ولا أنسى أيضاً القبول بالمتمرد القاتل طارق عفاش في العاصمة عدن ورفض كل ماهو جنوبي أو شمالي موالي للشرعية ومناصراً لها بل وإغتيال بعضهم .

   نحن الآن بحاجة للم شمل شتات الجنوبيين وتوحيد صفوفهم خلف رمز جميع اليمنيين فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي ، ومحاولة إعادة إنتاج نسيجنا الإجتماعي الممزق ، فقيادات الجنوب الرثة والمهترئة نسفت نسيجنا الإجتماعي وجعلته اللغة السائدة لدى الجميع ، فتقاذفت التهم فيما بينها وتصارعوا من الخارج وهم يعيشون رغد العيش وحياة الترف هم وأسرهم ويسكنون أفخر الفنادق والفلل ، وأبناء الجنوب هم من يكتوون في الداخل بنار خصومتهم ونزاعاتهم الشخصية .

   قيادات المجلس الإنتقالي يبثون نار سمومهم على قيادات الحراك المتواجدين في الخارج ويقولون عنهم بأنهم حراك إيراني ، وقيادات هؤلاء الحراكيين يقولون عن قيادات الإنتقالي بأنهم أدوات رخيصة لأبوظبي وتحركهم هذه الأخيرة كيفما وأينما ووقتما شاءت ، مع أنني على يقين وأكاد أجزم أن كل التهم التي تقاذفونها فيما بينهم صحيحة 100 ٪ إلا أنني أقول بأنه ليس في وقتها ولابد من تأجيلها لحينها المناسب ويا حبذا لو لم تذكر مطلقاً .

   أغلب الجنوبيين يعيشون ضنك العيش ومحرومين من أبسط حقوقهم وحياتهم المعيشية ، أما هؤلاء الذين يتشدقون بالجنوب وبالوطنية يعيشون بين أسرهم الحياة الكريمة خارج الجنوب الطاهر ويتكلمون عن إستقلال الجنوب وعودته كياناً مستقلاً ، فلو كانت نوايا هؤلاء حقيقية وسعيهم لهذا الهدف لا شك فيه فليتركوا حياة الترف والعيش الكريم ويعودوا إلى الداخل الجنوبي ويعيشوا حياة الجنوبيين المغلوب على أمرهم وحينها سنصدق نواياهم وسعيهم هذا .

  وحتى ذلك الحين سنستمر ننادي كل الشرفاء والأحرار الجنوبيين بأن يستظلوا تحت مظلة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي ، فهو الأوحد الذي يمتلك الشرعية المحلية والدولية والإقليمية التي ستمكنكم من وطنكم الغالي ، وعليكم أن تؤمنوا بأن الجنوب لن يعود لكم بحياة آمنة ومستقرة لو عاد كدولة مستقلة ، والمراحل البائدة لهي خير دليل على صحة أقوالي ، والسبب أن هناك أُناسٌ لديهم هوس السلطة التي من خلالها يمارسون السرقة والنهب والبسط على الأراضي وإغتيال من يعارضهم ، وناهيك عن ذلك أن ثقافتهم العنصرية والمناطقية هي السائدة ويعتقدون أن الجنوب ملكية خاصة بهم ، ولذلك لن يكون ثمة حل إلا بيمن إتحادي .

علي هيثم الميسري