سيدي الرئيس عبدربه منصور هادي أنا مواطن يمني كان أملي فيك كبير ولا يزال في إخراجنا من هذه الأزمة التي نعيشها ويعيشها الشعب اليمني العظيم ، وكان الأمل الأكبر في الله جلت قدرته ولا يزال بأن يعيد يمننا سعيد كما كان في العصور القديمة حينما كان يسمى باليمن السعيد فكفروا بأنعم الله ومزقهم كل ممزق ، وهاهو حالنا اليوم مزقنا الله كل ممزق وشتت بنا في كل بقاع الأرض ووصل الحال بأكثرنا لا نستطيع أن نعيش شتاتنا في بلاد الإسلام والمسلمين ولا نستطيع أن نعود لنعيش في أحضان أمنا اليمن .

   سيدي الرئيس نحن نعلم بأن همك كبير والمؤامرة عليك أكبر بل وأعظم مما يتخيلها الكثير من الناس ، ونعلم بأن المؤامرة على يمننا الشقي كبيرة وعظيمة ولكن سفهاء قومنا لا يعلمون ، فأخذوا يكيلون عليك التهم والسقطات وطالتك ألسنتهم وأقلامهم والسبب في كل ذلك بأن أعدائك وأعداء الوطن هم من كانوا يحرضون هؤلاء عبر مطابخهم الإعلامية الضخمة التي أنشأوها لإفشالك وللأسف عبر إخوتنا وبنو جلدتنا الذين جعلوا من أنفسهم أدوات رخيصة ليتحصلوا على فتات الدراهم كأجر خيانتهم لوطنهم .

   سيدي الرئيس نحن منذُ أن تربعت على كرسي الرئاسة جندنا أنفسنا في كل معترك للدفاع عنك وعن جهودك وتضحياتك وأمانتك ونزاهتك وكفاءتك وشجاعتك وقيادتك لسفينة اليمن حتى تصل بنا لبر الأمان ، ولكن أُتُّهِمنا من قِبَل أعدائك بأننا أجراء لديك ولم يصدقنا سفهاء قومنا حتى كاد الإحباط يسيطر علينا وبدأنا نفقد الأمل ، لذلك سيدي الرئيس نرجوك حتى تجدد فينا الأمل بأن تخاطب الشعب اليمني وتخبرهم بحقيقة الأمر وبحقيقة كل الأزمات التي تمر بها اليمن فنحن لم يصدقوننا بإعتبارنا في أنظارهم أجراء لديك ونستلم أجورنا مقابل ما نكتب .

   سيدي الرئيس وصاحب الفخامة خاطب شعبك ولتكُن خطبة تاريخية قد تُدوَّن في كتب التاريخ ، وأخبر كل مواطن بأن هناك مؤامرة عظيمة من قِبَل دول عظمى ودول إقليمية طامعة في ثروات وأراضي اليمن ، أخبرهم بأن هناك من يريد أن يقتص من أراضينا ليضمها لأرضه فيفتعل الأزمات ويحاربنا في الكهرباء والخدمات ، أخبرهم بأن هناك من يريد أن يشاركنا في غازنا وينهب منه أثناء إنشغالنا في حرب المليشيات ، وأن هناك من أسس المليشيات المسلحة لتقتل العلماء والمشائخ والكوادر المدنية والعسكرية لتشغلنا في هذه المتاهات .

   سيدي صاحب الفخامة من حق الشعب اليمني أن يعلم حجم ثرواته باطنها وظاهرها في سهلها وبحرها وبرها وجبالها ، وأننا نملك من الثروات الطبيعية المتنوعة لو إجتمعت ثروات دول الإقليم قد لا توازي نصف ثرواتنا ، سيدي الرئيس أخبر شعبك أن لدينا جبال تكتنز الذهب والكثير من المعادن النادرة ، وأن لدينا من الغاز والبترول والمعادن لو إستخرجناهم لربما تتوقف عجلة التنمية في هذه الدول .

   سيدي الرئيس من حق شعبنا اليمني أن يعلم بأن من مصلحة بعض عصابات دول الإقليم أن يتوقف ميناء عدن حتى لا تتوقف موانئها ، لذلك تحرك مليشياتها التي أنشأتها لخلق البلبلة في العاصمة عدن ونسف نسيجه الإجتماعي وإثارة الفوضى لينعدم الأمن وتشغلنا في كل ذلك حتى لا نتفرغ في تشغيل ميناء عدن ، سيدي الرئيس أخبر شعبك بأن باب المندب تُصنع به الأزمات من قبل بعض عصابات الدول الإقليمية حتى يُصَنَّف من الممرات البحرية الخطِرة .

   سيدي الرئيس لديك شعب عظيم إن شاركته همك سيقف معك السواد الأعظم منه ، لِمَ لا وأنت قد ضحيت لأجله ببعض أفراد أسرتك ؟ ، سيدي الرئيس هل تتذكر عندما رُشِّحت لرئاسة اليمن فرفضت هذا المنصب الخطير جملةً وتفصيلا ، ولكنك تنازلت رغبةً وليس رهبة فقبلت المنصب وإشترطت بذلك أن ينتخبك الشعب ، فخرج الملايين من الشعب اليمني فرحين مستبشرين بقيادتك لهم ؟ إذاً أليس من حق هذا الشعب الذي أحبك وإنتخبك فضحيت لأجله التضحيات العظام بأن تصارحه بحقيقة كل تلك الأزمات المفتعلة التي يمر بها ؟ .

   سيدي الرئيس لن يضرك شيئاً لو أخبرت شعبك بأن بعض عصابات الدول تساومك في بعض الأراضي اليمنية والبعض يريد منك التوقيع على إستئجار بعض الجزر وميناء عدن ، والكثير الكثير من المطالب التي يحاولون بها لي ذراعك من خلال إفتعال الأزمات والضربات الخاطئة التي ذهب بها الكثير من الضحايا الأبرياء والتي لا ناقة لهم ولا جمل بهذه الحرب ، أخبر شعبك بأن كل الحرب الشعواء التي تتعرض لها بسبب كل مواقفك المناهضة والرافضة لأطماعهم من خلال شروطهم ومساوماتهم ، وأقسم لك يا سيدي صاحب الفخامة بأنك لو خطبت بشعبك وأخبرته بكل ذلك ستلقى خطبتك صدىً كبير وواسع في الشارع اليمني وسيتداعى السواد الأعظم من الشعب اليمني  وسيقف بجانبك وقفة رجل واحد ، فإن ضربت بهم البحر لشققته نصفين وإن ضربت بهم الجبال لجعلتهم قاعاً صفصفا وإن أومأت لهم برأسك ناحية تلك القوى الطامعة لمزقتهم كل ممزق وجعلتهم أشلاء .

   سيدي الرئيس صارح شعبك وأخبره بأن هناك من يريد لنا الويل والثبور لينعم شعبه من خلال بقاء ثرواتنا جامدة في أماكنها ، لا نستخرج ثرواتنا النفطية ولا نستفيد من موانئنا وجزرنا ومطاراتنا وجبالنا وبحارنا حتى هواءنا وطبيعتنا السياحية لا يريدنا أن نستفيد منها ليبقى الشعب اليمني بفقر مدقع وتعيش شعوبهم بغناء فاحش ، يريدون لشعبنا أن يتسول في بلدانهم ويريدون لشعوبهم أن يتصدقوا على شعبنا وبنظرات إستهزاء وإستعلاء .

   وأخيراً سيدي الرئيس وليس بآخر أناشدك برب العباد  وأستحلفك به أن تخاطب شعبك وتخبره عن ما عجزنا أن نقنع به سفهاء قومنا بل ويئسنا من إقناعهم كما يئس إبليس من دخول الجنة ، أخبر شعبك بأن المؤامرة عليك وعلى الجمهورية اليمنية كبيرة ولن نتغلب عليها إلا بوقوف كل شرفاء الوطن ومحبيه صفاً واحداً ونحشد هماتنا جميعاً لدحر المتآمرين وعصابات الكهنوت حتى نستطيع أن نصل بسفينة الوطن وأنت قائدها إلى بر الأمان .

علي هيثم الميسري