في الجزء الأول من موضوعنا إستشهدت ببعض النماذج من الرموز والشخصيات الوطنية الوحدوية من أبناء الضالع ، مع العلم أن هناك الكثير غيرهم ويصعب علي ذكرهم لضيق المساحة ، ولكني سأختصر الأمر بذكر بعض قرى الضالع الوطنية والوحدوية التي أفادني بها أحد الأصدقاء من أبناء الضالع ، وهو المسؤول عن هذه المعلومات مع العلم أنه ذكر لي بعض القرى التي تنادي بالإنفصال ولا تعرف الوطنية لها طريق .

   قرية الضبيات تعتبر أكبر قرية وأهلها أغلبهم متعلمين وفيها الكوادر العلمية والدينية ، وأغلب أهلها وحدويو الهوى والهوية ، قرية جحاف أغلبية أهلها يتسمون بالشجاعة والكرم وأغلبيتهم ضد الإنفصال ، أما باقي القرى التي أغلب مواطنيها وحدويين هي الشاعري والعود والأزارق والزند ، أما قرية زبيد التي ينحدر منها النموذج السيء عيدروس الزبيدي فعدد سكانها كما قال لي صديقي حوالي 300 فرد ، وعدد بيوتهم بالعشرات وأغلب أهلها غير متعلمين ويعرف عنهم بقطاع الطرق وتاريخهم مجهول .

   أما يافع إذا ذكرناها ستذهب أنظارنا إلى نائف البكري وهو أحد القيادات التي ساهمت في تحرير عدن ، نائف البكري شاب خلوق وطني وحدوي إستهدفته أقلام وألسن بنو جلدته قبل الغرباء فصبر وإحتسب ، وطنية ووحدوية نائف البكري لا أحد يستطيع أن يزايد بهما ، وحبه وإجلاله لفخامة الرئيس لا حدود لهما ، وإن ذكرنا وحدوية ووطنية يافع سنذكر محافظ محافظة عدن الشيخ عبدالعزيز المفلحي والقائد العسكري محمد صالح طماح وقاسم الجوهري وعلي هيثم الغريب ، وهناك الكثير من أبناء يافع الذين إذا ذكرتهم قد أسهر الليالي لذكرهم .

   كنا في السابق إذا ذُكرتا الضالع ويافع نتذكر عيدروس الزبيدي وشلال شائع ومنير أبو اليمامة وبقية المتسلقين والمرتزقة والخونة الذين ينفذون خطط قوى طاغوتية تريد لنا الضياع والإنقسام وتمزيق نسيجنا الإجتماعي والتي نجحت لحدٍ ما في تحقيق أهدافها والسبب هؤلاء الذين أساءوا لمناطقهم ، ومن الظلم والإجحاف أن نسيء لكل أبناء هاتين المنطقتين بسبب أخلاق وسلوكيات أراذلهم وطبقاتهم الرثة ، ولو وقفنا أمام الحق والمنطق سنجد أن هناك الكثير من أمثال هؤلاء الحثالات في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت وسقطرى والمهرة ، فلا تكاد تخلو أي محافظة يمنية من أمثال هؤلاء .

   أبناء الضالع ويافع الأصليين هم أولئك الذين نأوا بأنفسهم عن سلوكيات شلال وعيدروس وأبو اليمامة وغيرهم ومن دار في فلكهم .. فكان خطأنا أننا لم نوجه أنظارنا إلى الجانب المشرق الذي يحمله أولئك الرموز الوطنية من أبناء الضالع ويافع بل توجهت أنظارنا بسلبيتنا وعنصريتنا إلى الجانب المظلم القاتم المغبر الذي يعيش فيه أولئك الفاسدين الظالين والمظلين ، ولم نكتفي بذلك بل درنا في فلكهم لنراقبهم ونراقب سلوكهم وإنكفأنا وإنشغلنا في الحديث عنهم وعن تصرفاتهم السيئة وسلوكهم المشين .. وكان من الأحرى بنا أن نذهب لإخوتنا رقاة وأصل الضالع ويافع ونضع أيادينا في أياديهم وننشغل معاً في بناء بلدنا ونشكل معاً نموذجاّ حسناً يحتذي به الٱخرين .

   للأسف الشديد ذهب النموذح الحسن لمحافظة مأرب وكان الأولى أن يذهب هذا النموذج للمحافظات الجنوبية وعلى الأخص عدن لأنها هي من تحررت أولاً ، أضف إلى ذلك أن محافظاتنا الجنوبية سلمها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بعد التحرير لأبنائها بإستثناء عدن التي سُلِّمَت لعيدروس الزبيدي ، الذي أبى أن يتحول إلى بطل قومي إن نهض بالعاصمة عدن مع العلم أنه كان يمتلك المقومات والأدوات لنهضتها ، ولكنه فضل أن يكون مثل باجعران تلك الحشرة وهي صغيرة الحجم سوداء اللون قبيحة المنظر التي تقتات من الروث ، ومن أراد أن يعرف عن باجعران فليسأل جوجل عن حشرة الخنفساء .

علي هيثم الميسري