لم يكن يخطر على البال ، أن يكون ابن العم عيناُ للغزاة ، ولم يخطر على الفكر الغارق بمتناقضات البقاء أن يكون فناؤه بقاء للمتنفعين المتاجرين بوجوه ..

يعتصر القلب حين يرى أبناء عمومته و أهل قريتة يتقاضون الريال والدولار راتباً نظير أقذر مهنة و ألعن مهنة احترفها الانسان بعد البغاء ....

مهنة لا تعُطي النفس الا مزيداً من التشرذم و التجرد من الانسانية ، مزيداً من بيع الكرامة ، مزيداً من الارتماء في أحضان الشياطين ليجردوه من عقائده ويكون تابعاً ذليلاً مُسيراً لايمتلك حق الرفض أو إبداء الرأي ، مشاركاً في الدماء ، مساهماً في الظلم ، مؤيداً للظالم ، متعاوناً في سلب الحقوق ، متفانياً في الدفاع عن سيده ....

هي مهنة التخابر و التجسس الذي اُبتليت بها أراضي اليمن جمعاء ، في حضرموت و المهرة ، في أبين و شبوة ، في عدن ولحج ، في البيضاء ومأرب ، في الجوف و صنعاء ، في تعز و الحديدة ، في عمران و خولان ، في تهامة و الجبل ، في السواحل و الاودية 
أبتليت اليمن بهذه الفئات المهينة الذليلة في مكونات الشعب اليمني ، والذي باع وطنة و رهن عرضة للريال و الدرهم و الدولار ...

قد يقول القائل إن وجدوا فهم قلة لا تذكر ، وليس لها وزن و ثقل في مكونات الشعب ، ولكن مع الاسف هم كثار عتوا واعتدوا وبلغ بعضهم مناصب في الدولة و بعضهم إمتهن التدين والورع والتقوى رداء ومهنة ، وبعضهم مشرد شارد وبعضهم مشايخ قبائل وبعضعهم عامة من عوام الشعب ... 
لذلك لكي تُبنى دولة يجب أن تكون الأساسات خالية من هؤلاء الشرذمة وعليها (أي الدولة) تعميم بيان لعقاب كل خائن لوطنة متعاون مع دول خارجية وتطبيق القانون في حقهم لمن يثبت عليه وكل من يتوسط في مثل هذه القضايا، عليه أن ينال عقوبة الخائن ... حتى تستقيم الدولة وتبنى الحضارة التي مازالت أيادي العبث و التخابر تعيث بالارض فساداً وافساداً...

بقلم عبدالناصر بن محمد العمودي