••• ضباع الشرعية •••

مقدمة :-
يروى أن رجلا، أراد أن يكابد ولده، لما شب عن الطوق وبلغ مرحلة الشباب، الحياة ويعايش حقيقتها، فطلب من ولده الخروج اليها سعيا وراء الرزق، معتمدا فى ذلك على نفسه، فخرج الشاب استجابة لرغبة أبيه، وبينما هو فى بعض الطريق رأى سبعا يقوم باصطياد ظبى، ليضعه بعد ذلك على مأدبة طعامه، فلما أن اخذ السبع كفايته وانتهى من تناول طعامه، انصرف عن فريسته، فجاءت الضباع لتأكل ما تبقى من الظبى، فقال الشاب سبحان الله الذى رزق هذه الضباع بدون جهد بذلته، فلو أراد الله أن يرزقنى بدون جهد لرزقنى كما رزق هذه الضباع، ثم قفل راجعا الى ابيه ليقص عليه ما رآه وهو مقتنع بهذه النظرية، ان ينتظر ان يأتيه الرزق كما حدث مع الضباع، فما كان من الوالد الا ان قال له ارجع يا بنى وكن سبعا وكُل من عمل يدك ولا تكن ضبعا يأكل من فضول السباع .
المعنى ؛ الضباع لا تأكل من عرق جبينها و لا تبذل الجهد المطلوب و إنما تعيش على الرزق السهل ...  ونحن لدينا ضباع الشرعية أحقر و أقذر أنواع الضباع ، فهي تجتمع على السبع ( المواطن النزيه )  وهو يتناول فريسته فتطرده عنها وبخاصة اذا كان وحيداً .
لدينا من يعيش خسة الضباع فى سعيها لإقصاء السبع عن كسبه وغنيمته ليقتنص جهد الآخرين ويسلب تعبهم ويغتصب حقهم، فيأكل عرق من هم دونه مستعيناً فى ذلك بمنصبه وسلطانه، ويرمى غيره بالزور و الباطل والبهتان ليزاح من طريقه فيخلو له الجو فى تحقيق أهدافه ومآربه الدنيئة .

معظم وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي  تنشر مابين الحين و الاخر  الكثير من هنا وهناك تفاصيل الفساد المالي و الاداري و سؤ إستخدام الوظيفة و المنصب و تسخيرهما للمصلحة الشخصية ، ولكن كما يقال ( كركر جمل ، حاكي جدار ) !

الفساد الإداري هو استغلال منصب ما، من أجل القيام بأعمال وخدمات لمجموعة من الأشخاص، وهو أيضاً، الاستخدام السيّئ للوظيفة، وعدم تطبيقها بأسلوب مناسب، وإنما بالاحتيال على القوانين و الأنظمة النافذة  من أجل تمرير شيء ما بشكل سريّ.يحقق مصلحة لفرد، أو مجموعة على حساب أفراد آخرين . بل نجزم على أن الفساد يعتبر من أهم أسباب الضعف الداخلي والخارجي للدولة ، فهو حالة تفكك تعتري المجتمع نتيجة فقدانه لسيادة القيم الجوهرية، ولعدم احترام القانون، وعدم تكريس مفهوم المواطنة ، وغياب وعدم احترام ثقافة حقوق الإنسان ،لان نتائجه لا يتأثر بها الا الفقراء الأقل قدرة على تحمل تكاليف الحياة . فالفساد يا سادة يا كرام  يقوض الخدمات، مثل الصحة والتعليم ، وخدمات الماء والمجاري والكهرباء ووووو..... وهو ما نعيشه اليوم في يمننا العظيم .

لست من رجال القانون لكي أخوض في التشريعات و القوانين و الأنظمة النافذة و لكن وطنيتي ،كمستقل تنظيمياً ، أجبرتني الدخول في دهاليز من يدعون انهم يمثلون الشرعية و يسيئون استخدام السلطة و النفوذ و يستخدمونها كوسيلة لتحقيق أغراض و مآرب بعيدة عن الصالح العام و قريبة من الصالح الخاص و بنوايا و دوافع شخصية و ومناطقية وحزبية تمييزاً و محاباةً مبررين سبب سؤء إداراتهم و قيادتهم تارةً بالحوثيين و تارةً بالمجلس الانتقالي بل وصل الامر بإعتبار دول التحالف السبب  الرئيس في الوضع البائس التي تعيشه المحافظات التي يقال انها محررة و بالفعل هي محررة و لكن من ابسط مقومات الحياة .
كم هي الأصوات التي طالبت بإقالة بن دغر و حكومته وتقديمهم للقضاء ، للأسف ، قيادتنا الرديئة المهترئة تمنح الحصانة لكل فاسد !!
من البديهي ان الشرعية تعني الشرع و القانون بينما شرعيتنا تعني عدم تطبيق الشرع والقانون...ولا تعلم أن القانون كالموت لا يستثني أحداً •

للمنشور بقية، بإذن الله تعالى، بعض تفاصيل ضباع الشرعية في المحيط الذي عملت به او كان لي ارتباطاً به نوعاً ما ، بدءً من رئاسة الجمهورية، رئاسة الوزراء ، وزارات الخارجية و التعليم العالي و المالية على سبيل الأمثلة  لا الحصر ..
# الله # الوطن // فقط

رشدي سعيد الكوشاب