في الفترة الماضية تعرفت على الكثير من الناس بمختلف أشكالهم وألوانهم وتوجهاتهم كانوا يهاجمون الحكومة الشرعية متذرعين بالفساد الذي إستشرى في دهاليزها كما كانوا يقولون ، فما توقفوا ولا إنكفأوا في هجومهم إلا بعد أن وجد كلاً منهم وظيفة أو منصب في هذه الحكومة الفاسدة حسب قولهم وتذرعهم بهجومهم السابق للدرجة التي خُيِّلَ لي بأن وطنيتهم ومثاليتهم تجاوزت الحد المعقول .

   بعد أن وجد أولئك الناس الوطنيين والمثاليين مواقعهم في الحكومة التي لم يكُن يحلمون بها وأصبحوا يستلمون رواتبهم بالدولار وهم في بيوتهم ومنهم من يمارس عمله إنطفأ وهجهم الوطني والمثالي بل وتحولوا من مهاجمين لفساد الشرعية إلى مدافعين عن فسادها ، البعض من هؤلاء تحولوا بقدرة قادر إلى وكلاء وزارات وآخرين تحولوا إلى مدراء عموم وما إلى ذلك من مناصب ريادية .

   الطامة الكبرى وجدتها في أحدهم كان إنفصالياً للنخاع ومتطرفاً ومؤيداً لأبعد حد في الممارسات التعسفية التي كان يقوم بها الجنوبيين ضد إخوتنا الشماليين وترحيلهم من الجنوب ومنعهم من الدخول وفرزهم بالبطاقة الشخصية ، فكنا عندما نتناقش في هذا الموضوع وكنا نستنكر هذه الإجراءات التعسفية كنا نقول هؤلاء يمنيين ويحق لهم التنقل لأي محافظة يمنية سواء كانت شمالية أو جنوبية فكان يقول متذرعاً : هذه إجراءات إحترازية ومن حق السلطات الأمنية ترحيلهم وعدم السماح لهم بدخول الجنوب فقد يكون هؤلاء حوثيين مندسين ويسعون للعبث بأمن الجنوب ، طبعاً هذا الشخص توظف أولاً في رئاسة الوزراء بوظيفة عادية ثم تحول إلى نائب وزير حقوق الإنسان ومن ثم بقدرة قادر حمل حقيبة الوزارة ، حتى أنه عندما قام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بخلع عيدروس الزبيدي من إدارة محافظة عدن إستنكر القرار وقال هذا القرار غلط ولم تكُن في وقتها هذه الإقالة .

   أما البعض منهم كانوا عفافشة وآخرين منهم حوثة وهناك بعض الإنفصاليين لازالوا حتى اللحظة يهاجمون الشرعية لا يستهدفون فسادها كما كانوا يقولون ولكنهم يهاجمونها حسب أوامر قياداتهم كما أظن ، أما البقية الباقية فقد تحولت إلى خيال مآتة لا يهشون ولا ينشون ولا حتى يخدمون الشرعية وإكتفوا بإستلام رواتبهم بالدولار ، وكأن وطنيتهم ومثاليتهم تتوقف حينما يحصلون على وظيفة في الدولة ثم الإنكفاء والتواري عن الأنظار ، أما نحن هدفنا وطن يتسع لكافة أبنائه ، ودولة يمنية نموذجية تضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، ولا تضع أراذل القوم في أماكن الكوادر الأكاديمية الوطنية .

علي هيثم الميسري