ناصر الخضر
إذا كانت الصدفه قد جمعت الوزير اليماني بنتنياهو، وخانه حسه السياسي، وحسابات البروتكول في معركته الدبلوماسية، فإن فيصل الأمر في دلالات التطبيع من عدمه، ترسم معالمها القيادة السياسية. وهذا ما تدحضه مواقف الرئيس هادي، التي لا ريب فيها في مقاطعة هذا الكيان، وتخندقه في ثابت القضية الفلسطينية، وما موقف هادي من نقل السفارة الأمريكية وإعلان القدس عاصمة إسرائيل عنها ببعيد.
أنا أتساءل بدوري إذا تلقى عيدروس الزبيدي، أو هاني بن بريك، وأحمد لملس أو حتى محمد عبدالسلام "مسقط" توجيها من محمد بن زايد بالجلوس مع الشيطان، وليس مع دحلان هل كانوا ليترددوا؟
سأجيب عنهم! سوف يتهافتوا لطاعة سماسرة التطبيع وأربابه، ويقدسوا تلك المهمة مهما كانت مشينة، وما طاولة دحلان عنهم بغريبة، فهي طامة التطبيع الحقيقية، والتي مقرها أبو ظبي ودبي، وهي من تقف وراء هدم اليمن، وتعطيل روافع قوته، بزرع العصابات ودعم رجسة خرابها في المناطق المحررة من اليمن، وكل جغرافيا المنطقة خدمة لقوة المشروع الصهيوني والإيراني بعنوان المستشار دحلان. جلوس اليماني بجانب نتنياهو لم تكن حتى صدفة إذا افترضنا ذلك، بقدر ما كانت مقلب، وفخ معد، طبخته يد التطبيع الحقيقية في أبو ظبي، وسهرت على تنفيذه والتخطيط له يد الضاحية، ومسوقي شعارات الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود، فهم يقتاتون على الشعار فارغ المحتوى. لذا لم يكن غريبا أن يتهلل وجه نصر الله ويسارع بظهوره الإعلامي منتشي أمام انصاره لنجاح تلك الحبكة، والشراك، الذي أوقع فيه وزير الخارجية. 
لقد لاكت قوى التطبيع الحقيقية الثوم بلحم الكبش اليماني، حيث اقترب هذا الأخير بنتنياهو مكانا بدون روح التطبيع كما هو رأيي، بينما ابتعدت أرواح هواة التطبيع مكانا، وموضعها قلب نتنياهو وجسد دولته.
إن بشاعة استغلال الصورة للنيل من الشرعية بتلك الحبكة المسرحية لا تنطلي على من يحسن استخدام عقله، ولا يمر إفكها إلا على بعض السذج، الذين لا يفقهوا دهاليز التطبيع ومعطياته الحقيقية.
   عموما قادم الشهور والسنين كفيلة بإظهار وكشف حقيقة الشعارات، وتفاصيل الطبخات، واقنعة التطبيع الحقيقية، ومن يدفع بها في المنطقة، ويعبئ الإمكانات الإعلامية والسياسية لنجاحها، ويتبنى نجاح مشروعها في المنطقة على حساب القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.