من منا لا يحبذ أن يسود النظام والقانون في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها ؟ ولكن عندما يُطبق النظام والقانون على فئة من الناس أو على الضعفاء من موظفي الدولة فهذا نسميه قمة التعسف والطغيان والبغي والإضطهاد والجور والقهر وما إلى ذلك من مرادفات الظلم .

   الموضوع وما فيه أنه في حادثة كسر باب عربة الإطفاء الجديدة في مطار عدن العلواني ( الدولي ) قامت الدنيا ولم تقعد وتم إستدعاء النظام والقانون المُغيَّب في كل المؤسسات الحكومية لأن المُتَّهَمين في الحادثة من أبناء عدن المغلوب على أمرهم وهما مدير عام مطار عدن الأخ طارق عبده علي أحمد وسائق عربة الإطفاء الأخ مازن عبدالله سالم ، فقام رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المدعو صالح سليم بن نهيد بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة لم يسبق لها مثيل لحاجة في نفس يعقوب قضاها ، وقد تكون هذه الحاجة هي إقالة المدير العدني للمطار وتعيين بدلاً منه مدير أبيني من بلديات العلواني أو مدير شبواني من أقرباء الجبواني .

   كانت اللجنة الدولية للتحقيق مكونة من فريق تعداده عشرة أفراد برئاسة المهندس عبدالله حسين أبوبكر وعضوية كلاً من : مدير عام التخطيط والمشاريع ، مستشارة وزير النقل لشؤون النقل الجوي ، المدير العام المساعد للشؤون الفنية بمطار عدن ، مدير الأمن السياسي بمطار عدن ، مدير أمن المطار ، مدير أمن الطيران ، مدير إدارة الإطفاء بالمطار ، مدير الأمن القومي بالمطار ، الشؤون القانونية .

     أذكر أنه كان هناك قرار رئاسي بإحالة الوزير المقال هاني بن بريك للتحقيق من قبل حوالي سنتين لإتهامة بجرائم مروعة وإلى يومنا هذا طليق حر ويغرد في وسائل التواصل بغطرسة وعنجهية بل ويتحدى الدولة جهاراً نهارا بمعظم تصريحاته ، وحتى لحظة كسر عربة الإطفاء في مطار عدن لم يُستدعى الزنديق الفرعوني هاني بن بريك لأنه تحت حماية دويلة الزندقة المارقة ، أما مدير مطار عدن الدولي فهو عدني لا توجد دويلة تحميه ولا يمتلك قبيلة تناصره على الحق والباطل .

   أتمنى أن ينتهي التحقيق بصدور حكم أو قرار وزاري عادل ، وإن أقرت لجنة التحقيق بإعفاء المدير العدني من مهامه فعلى الجهة المسؤولة بالتعيينات أن تعين بديلاً عنه كادر عدني وليس من القرى الريفية أو القرى الجبلية ، فالعاصمة عدن يكفيها قرويين لا يفقهون إلا ببيع الماشية والعسل وآخرين مقاوتة ، ويا حبذا بل يجب أن يتبع هذا التحقيق بشأن باب العربة المكسور بفتح تحقيقات قضايا الفساد المهملة في الأدراج لموظفين ومدراء لديهم قبائل تحميهم .

   قال الله تعالى : وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ، فالذي حصل من مآسي في اليمن كان بسبب تلك العصابات التي كانت تحكم بالفساد واللصوصية والمحسوبية وغيرها من السلوكيات التى يندى لها الجبين ويشيب لها شعر الرأس ، ويفترض في هذه المرحلة أن يتعظ الجميع لا سيما المسؤولين القابضين على مفاصل الدولة ومؤسساتها ولا يعيدوا ماضي الطاغية وزعيم العصابات الهالك علي عفاش والذي قامت الثورة بسببه وعصابته ، فالشعب اليمني خارت قواه ولم يعُد يقوى على ثورة شبابية أخرى .

علي هيثم الميسري