كتبه عبدالحبيب أبو راس

مشكلة الكهرباء 
علي ناصر و"أول مكيف سيتوقف عن العمل "؟!

سوف أحكي لكم عبر هذا المنشور قصة حول مشكلة الكهرباء حدثت في عدن في نهاية العام 70 أو بداية الثمانينيات أنقلها كاملة" من الواتس عن شخص سمعها من الرئيس علي ناصر محمد(حفظه الله)!
في أحد المرات عندما كنت أتحدث مع الرئيس/علي ناصر محمد.. قال لي : سأحكي لك قصة حصلت عندما كنت في الحكم،، قال كنت في زيارة رسمية إلى الكويت،، فاخبروني أن الكهرباء في عدن ستخرج عن الخدمه!!.. قال: قطعت الزيارة وعدت إلى عدن فوراً".. نزلت من المطار إلى محطة الكهرباء أظن في خورمكسر.. ووجدت مدير هيئة الكهرباء في المحطة، وكان إسمه طرموم،، سألته عن وضع المولدات قال: البعض خرج عن الخدمة والآخر سيخرج خلال هذا الأسبوع ؟!.  قلت له: مافي إمكانية نصلحهم حتى نشتري مولدات جديدة ؟!.. لأن الجو كان صيف ورمضان قادم على الأبواب وإمتحانات المدارس ..قال: لا ؟!!..  قلت له: والحل ؟!!!..قال ننتظر حتى تأتي الجديده من اليابان..قلت له هذه تريد أسبوع !! ومتى ستركب؟!.. ثم قلت له: هل معنا في مصافي عدن طاقه زيادة؟!.. قال: لا أدري؟!.. فأتصلت بمدير المصافي.. فأتاني مدير المصافي.. وقال: معنا فائض بسيط سيحل جزء من المشكله.. قلت لمدير الكهرباء: كم تريد وقت حتى توصل  كابلات من المصافي إلى المحطة.. قال: أسبوع ..قلت: وإن ضاعفنا عدد ساعات العمل... قال: ثلاثة أيام.. قلت له: على بركة الله ، أبداوا العمل الآن.. قال هذا جزء من حل المشكله، ولكن عاده عندنا سيكون عجز.. قال الرئيس: فأتصلت على الشيخ زايد فطلبت منه على وجه السرعه مولدات لإني قد كلمته عند زيارتي له..فقال: سأرسل لك التي معنا، على وجه السرعة،، ثم قلت لمدير الكهرباء إذا طفينا المكيفات في عدن مؤقتاً" هل سيفيد ذلك ؟!.. قال هذا سيحل المشكلة بشكل كبير.. قلت له: وهو كذلك، إذاً" أتفقنا..
ثم ودعتهم و ذهبت إلى إجتماع عاجل في رئاسة الوزراء.. وقلت لهم :لقد أتفقت أنا ومدير الكهرباء على واحد إثنين ثلاثه... ثم قلت لهم: و" أول مكيف سيتوقف عن العمل " هذا المكيف فأطفأته بيدي ثم قلت لن يشتغل أي مكيف عندنا حتى تنتهي مشكلة الكهرباء !!!!.. ووالله وتاالله لم يشتغل مكيفي ولا مكيف أي موظف وألتزمت عدن كلها بالقرار(عندما كانت عدن هي القرار وأم الگل).. ولم يشتغل أي مكيف حتى أنتهت مشكلة الكهرباء؟!..هكذا هي القيادة!!
 ثم قال (مازحاً"):.. اليوم تطلبوا أن تحل مشكلة الكهرباء من أناس جالسين في الفنادق وتحت المكيفات لم تلفحهم حرارة الصيف، ولم تسقط منهم نقطة عرق واحدة؟! ولم يحسوا بالمشكلة أصلا"؟! ولم يقاسوا معاناة الناس في عدن؟!،،
 أنتهى حديثي مع الرئيس/علي ناصر..
حبيت ان أبين لكم جانب بسيط من حياة رئيس يحس بمعاناة أهله!!.. وكيف عمل لأجل حل مشكلة في يوم أو يومين دون أن يذهب إلى البيت؟! ويرتاح حتى يجد حل للمشكلة؟!..
هذه هي القيادات التي كانت تحترم حقوق شعبها والتي بدأت إنفتاح إقتصادي وعلاقات أخوية متينة مع أخوة الجوار ، وليس تلك القيادات التي لا تفكر إلا في نفسها وفي أولادها وفي حاشيتها واضعة مشاريع مستحيل تحقيقها بتسميات نموذجية منمقة "يمن إتحادي من ستة أقاليم" لتستمر بالحكم حتى مماتها.