أولاً وقبل كل شيء نحمد الله تعالى أن من طُلِبَ منه تصفية شيخ الإنسانية أحمد صالح العيسي كان من أبين الصمود ، فلو كانت قوى الشر إستدلت منذُ البداية على أحد المرتزقة والخونة والرخصاء من تلك المناطق التي تشتهر بالخيانة والعمالة والإرتزاق لكانت أصابت هدفها وحققت مبتغاها ، ولكانت اليمن خسرت رجل رمز وهامة وطنية بحجم الشيخ أحمد العيسي .

   نستطيع أن نرمز للهامة الشامخة والرمز الوطني ورجل الإنسانية الشيخ أحمد العيسي بأنه "وطن داخل وطن" طالما وأن تلك الدويلة المارقة سعت لإستهدافه وتصفيته ، ألم يكُن ولا يزال وطننا الحبيب محارباً من قِبَل قيادات تلك الدويلة المارقة ومن قِبَل قوى الشر الظلامية ، والسؤال الذي قد يتبادر إلى أذهان أولي الألباب : لماذا الشيخ أحمد العيسي أُستُهدِفَ دوناً عن الآخرين وهو يحمل صفة التاجر والرئيس العام لإتحاد الكرة ؟ .

   بإختصار شديد سأقول أن الشيخ أحمد العيسي كان عامل مهم لصمود أبطال المقاومة في عدن ، فهؤلاء الأبطال كان الشيخ العيسي هو من كان يوفر كل إحتياجاتهم في كل الجبهات ، ولم يألوا جهداً في التواصل معهم والسؤال عنهم وعن إحتياجاتهم وتشجيعهم على الصمود والثبات وهذا السبب الذي أغاضهم ، وكلامي هذا يعلم الله أنني سمعته من أحد أفراد المقاومة في عدن ، وهذا الرجل يعرف إنسانيته الصغير والكبير المريض والمحتاج والمكلوم ، بالمختصر المفيد نستطيع أن نطلق عليه صفة "الإنسانية المتنقلة" ، ومستشفيات مصر والهند والسودان وعدن تشهد له ، أضف إلى ذلك من وصل إليه من شباب اليمن ويريد مواصلة الدراسة يبعثه على حسابه الخاص ويتحمل كل نفقات الدراسة من مسكن ومأكل ومصروف شهري وأيضاً مكاتبه في الهند ومصر تشهد له ، مع العلم أن كل المرضى والطلبة من كافة مناطق اليمن ولا يفرق بين منطقة وأخرى ، فالعنصرية لا يعرفها محتوياً الجميع ومتعاطفاً مع كل من كان يحمل الجنسية اليمنية .

   الشيخ أحمد العيسي إستهدفته كل الأقلام المأجورة والأبواق النشاز إلا أنه يؤثر الصمت متجاهلاً كل ما يثار ضده من شائعات وعبارات بذيئة ، ولسان حاله يقول : وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ، والشيخ أحمد العيسي يُعَد أحد الأركان الجوهرية لمشروع اليمن الإتحادي لما يقدمه من جهود لإتمامه من خلال محاولاته الدؤوبة لملمة الفرقاء ، لذلك وجدنا قوى الشر الظلامية وضعته في خانة فخامة رئيس الجمهورية .

   وفي الختام أود أن أدعو كل الأحزاب والكيانات والمنظمات اليمنية ومشائخ القبائل أن تقف مع هذا الرجل وتدعمه وتسانده بقوة ، لذلك عليها أن تقوم بدورها وتصدر بيانات تضامنية وعلى الأخص قبائل أبين الأبية ، ولتعلم كل قبائل أبين أن أحد أسباب إستهداف هذا الرجل الرمز كونه ينحدر من هذه المحافظة الصامدة ، أما رسالتي لهذه القوى الإستعمارية : لن تنالوا من الرمز والهامة الوطنية ورجل الإنسانية الشيخ أحمد العيسي طالما وأنه أحد ركائز مشروع حلم ثلاثين مليون يمني ، وقد تطاله ألسنتكم المسمومة وأبواقكم الصدئة وأقلامكم المسمومة ولكنكم لن تنالوا منه طالما وأن بصماته الوطنية في كافة البقاع اليمنية ، وطالما أنه إبنٌ بار لمحافظة تُعَد شوكة الميزان للجمهورية اليمنية إسمها "أبين" .

علي هيثم الميسري