هناك فرق بين القضيه وبين الأداة التي تحمل ذات القضيه.

المقصود هُنا بالقضيه الجنوبيه والأداة هي الحامل السياسي.

القضيه الجنوبيه قضيه عادله وسياسيه بإمتياز لكنها للأسف الشديد لم تجد من يحملها ويدافع عنها بالشكل المطلوب ولو بادنى المستويات والمقصود بحاملها ليس الجماهير انما النخبه السياسيه التي تدعي تبنيها لها وتمثيلها أمام الغير بل تحولت القوى والنخب الجنوبيه إلى حاله من الخصومه والصراع فيما بينها حول من له الحق في تمثيل الجنوب وقضيته ونسوا أو تناسوا ان خلافهم العقيم قد أضر بالقضيه نفسها وأضعف قوة وجودها وزخمها أمام الداخل والخارج بل والأدهى من ذلك انه اي خلافهم قد أدى شروخ وتصدعات في النسيج المجتمعي الجنوبي ستكون له تبعات سلبيه في مستقبل الوحدة الوطنيه الجنوبيه وكل ما بقيت الخلافات الجنوبيه الغير واقعيه على حالها كلما ازدادت الفجوه واتسعت لمزيد من التنافر الذي سيتحول حتماً إلى تناحر غير مبرر البته لانه ناتج عن خلافات واختلافات مصدرها مجموعة أشخاص يلهثون خلف مصالح ذاتيه لا تمت للقضيه والوطن بصله.

ما نراه ونقراءه اليوم من بعض الجنوبيين حول عدم إشراك المجلس الإنتقالي في مشاورات او مفاوضات السويد مضحك ومدعاة للشفقه حيث عبٌر هؤلاء البعض عن مواقفهم تجاه اقصى الإنتقالي من المشاركه ونسوا ومعهم قادة الإنتقالي إن الأمم المتحده ممثله بمبعوثها الخاص جريفت قد أكد في كل لقاءته مع قيادات المكونات الجنوبيه بما فيهم قيادة الأنتقالي انه لا يمكن التعاطي مع الجنوبيين وقضيتهم إلا بشكل موحد عبر هيئه أو مجلس تنسيق جنوبي متوافق عليه من جميع المكونات الجنوبيه دون إستثناء لاي مكون وماعداء ذلك لن يتم أشراك الجنوبيين في اي مشاورات أو مفاوضات ترعاها الأمم المتحده.

لكن للاسف لم تتعامل المكونات الجنوبيه بجديه وصدق ووطنيه مع ما يطلبه المجتمع الدولي منهم وعلى رأس هذه المكونات المجلس الإنتقالي وظل قاداته يراوغون بالوعود عند لقاءاتهم ببعض المكونات والشخصيات السياسيه الجنوبيه وكأنهم لا يملكون سلطة اتخاذ اي قرارات أو توجهات تساعد على توحيد الموقف الجنوبي ضمن إطار واسع ينسجم مع متطلبات المرحله التي تستدعي ظهور القوى الجنوبيه موحدة الوسيله والهدف وبما يختصر على الشعبي الجنوبي مزيد من الوقت ويقربه من بلوغ أهدافه الوطنيه.

اللوم يشمل كل القوى والمكونات الجنوبيه لكن اللوم والعتب الأكبر تتحمله قيادة الإنتقالي لانها تدعي نفسها بالممثل الشرعي والوحيد للقضيه الجنوبيه وهذا الادعاء ليس حقيقي البته بل اراه ويراه السواد الاعظم من ابناء الجنوب بالادعاء الكاذب والمضلل للحقيقه والمنطق اللذان يؤكدان ان المجلس الإنتقالي لا يعدو عن كونه مكون من ضمن مكونات جنوبيه متعدده وان أمتلك مليشيات مسلحه مدعومه من أطراف أقليميه لها أجندات ومصالح لا تتوافق ولا تنسجم مع قضيتنا الوطنيه الجنوبيه.

في الختام أوجه دعوه لقيادات ومناصري الإنتقالي بإن لا تفوتوا الفرصه على انفسهم وعلى شعبهم وقضيته ان كانوا حقاً يؤمنون بها وبعادلتها وبحق شعبنا عليهم واطالبهم بصفتي الشخصيه كمواطن جنوبي ان لا يركنون على اي وعود شفهيه يتلقونها من بعض اشقائنا في الأقليم الذين اثبت الوقائع على إن قضيتنا ليست في اولوياتهم التي يأتي  في مقدمتها مصالحهم واطماعهم الغير مشروعه.
كما أدعوا قيادات الانتقالي ومناصريه للإعتماد أولاً واخيراً على انفسهم وشعبهم ورفاق دربهم من المكونات الوطنيه الجنوبيه قبل ان يجدون إنفسهم خارج إطار الأصطفاف الوطني الجنوبي.

كما أدعوا كافة المكونات الوطنيه الجنوبيه الى تحمل مسؤلياتهم الوطنيه والعمل على نبذ الخلافات بروح وطنيه عاليه مع الجميع بما في ذلك المجلس الإنتقالي على أسس وطنيه وقاعده عنوانها الجنوب ملك لكل أبناء الوطن.

عبدالخالق العود