عادة مقيتة لوزراء ومسؤولي حكومتنا الموقرة الفاشلين يرقعون فشلهم ويغطون فسادهم بحفل خطابي أو بمونتاج كاذب عن نجاح وزاراتهم ومنشآتهم أو من خلال مواقعهم الألكترونية ، وهكذا فعل وزير حقوق الإنسان بالحفل الخطابي الذي دعا إليه وأقامه في قاعة الإتحادية بعدن لإحياء الذكرى 70 لليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار : الحق في السلام العادل المستدام .

   كان من الأحرى أن يذهب وزير حقوق الإنسان لمتابعة قضايا المختطفين والمخفيين قسراً ويطالب بإطلاق سراحهم أو تحويلهم للقضاء بدلاً من أن يقيم حفل إحيائي ، لم يكلف نفسه الوزير لأن يذهب ليشاهد الإنتهاكات لإخوتنا أبناء وطننا في جنوبنا الحبيب التي تقوم بها الأدوات الرخيصة للدويلة المارقة في السجون السرية وهي تبعد بضعة كيلو مترات من موقع الإحتفال ، من منا لا يعلم أن أدوات الدويلة المارقة هم بنو جلدته ؟ ولماذا يغض الطرف هذا الوزير عن ما يقوم به بنو جلدته ضد أبناء الوطن المختطفين وجميعنا يعلم بأن أغلبيتهم هم من وقفوا ضد مليشيا الحوثي ومرغوا أنفها في تراب عدن الحبيبة ؟ .

   أغاضتني كثيراً كلمة هذا الوزير الذي يُشاع أنه على إتصال مستمر بالمجلس الإنتقالي حينما أثار ملف الإنتهاكات التي تقوم بها مليشيا الحوثي في المناطق المحتلة ولم يذكر إنتهاكات عصابة المجلس الإنتقالي التابع للدويلة المارقة في المناطق المحررة ، وأيضاً ذكره لجزئية أخرى بأن وزارة حقوق الإنسان غايتها المساواة في الحقوق وتعزيز مسارات السلام وحفظ الكرامة الإنسانية .. وكرامة أبناء الجنوب مهدرة ومنتهكة في سجون سرية في الجنوب ، أي كرامة إنسانية يا هذا وأنت ترى بأم عينيك تلك الأجساد الطاهرة وقد نخلتها أيادي بنو جلدتك المارقين ، تلك الأيادي التي تلطخت بالإجرام وبدماء الأبرياء من أبناء عدن ولحج والصبيحة وأبين ويافع ؟ ، حسبنا الله ونعم الوكيل بكل مسؤول ظالم يرى الباطل ويغض الطرف عنه .

   كلمتي الأخيرة أحب أن أوجهها لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي اقول فيها : يا فخامة الرئيس لديك وزير في أهم الوزارات لا يقوم بواجبه بأمانة وعلى أكمل وجه ولم ينجح في أي ملف من الملفات الحقوقية المنوطة بوزارته أكان على المستوى المحلي أو المستوى الدولي ، يا فخامة الرئيس أنت تعلم بأن أبناءك الذين حرروا العاصمة عدن من براثن مليشيا الحوثي الإنقلابية وحينما عادوا إلى منازلهم بعد أن سطروا البطولات جاءتهم العصابات ليلاً وإختطفتهم بعد أن إنتهكوا حرمات بيوتهم وأودعتهم سجون سرية وقامت بنخل أجسادهم وتعذيبهم والبعض منهم تم العبث في أدبارهم والأغلبية منهم فقدوا عقولهم وتحولوا لمجانين ، فخامة الرئيس أما آن الأوان لأن تقيل وزير حقوق الإ نسان وتحيله للتحقيق بعد أن عبث بوزارة حقوق الإنسان وحولها لوزارة جنون الإنسان ؟ ، وأخيراً يا سيدي صاحب الفخامة تحياتي وقبلاتي الحارة أرجو أن تقبلها من ولدك المحب لك ولجهودك وتضحياتك .

علي هيثم الميسري