لا ندري نحتسب على من .. أنحتسب على مدير أمن عدن ؟ ، أم نحتسب على وزير الداخلية ؟ ، أم يكون الحسبان والثكلان على الحكومة ؟ ، لا ندري أنحتسب على دويلة الإمارات المارقة ؟ ، أم على ذراعها الزنديق هاني بن بريك ؟ ، أم نحتسب عليكم يا قيادات الإصلاح ؟

   لن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب في إزهاق تلك الأرواح الطاهرة من أبناء عدن الإصلاحيين وغير الإصلاحيين ، ولكننا سنخص الذكر بالإصلاحيين لكثرتهم في إستهدافهم بعمليات الإغتيالات في العاصمة عدن ، فلا يمضي يوم أو ليلة إلا وقد أصبحنا أو أمسينا على خبر مقتل مربي فاضل أو مقاوم حمل السلاح في وجه مليشيا الإنقلاب أو موظف عادي في أجهزة الدولة من حزب الإصلاح .

   سؤال يحيرني لم أجد له إجابة وقد أرق مضجعي وهو : لماذا كل تلك الإغتيالات التي تمت ضد أعضاء حزب الإصلاح لا تتم إلا في عدن وتستهدف كل إصلاحيي عدن ؟ ، حتى أنني لا أستطيع الجزم بأن جهة ما هي من تقوم بالتصفية لهؤلاء ولا أستطيع أن أشير بأصابع الإتهام إلى جهة بعينها .

   الشخصيات النبيلة والرموز الوطنية فقط هي من تستهدفهم الأيادي العابثة والعصابات الإجرامية وهم ليسوا إلا مجرد أعضاء في قاعدة حزب الإصلاح وليسوا قيادات في رأس هرم الحزب ، هل لأنهم من أبناء عدن ؟ أم لأنهم من قاوموا المحتل المجوسي ؟ أم أن هناك حسابات خفية نجهل حقيقتها ؟

   إن القلب ليحزن والعين لتدمع كل يوم وكل ليلة وكل ساعة عندما نتذكر أولئك الأبرياء الذين قضوا على حين غرة وفاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها ، لا نحزن عليهم لأنهم إصلاحيين فنحن لسنا إصلاحيين ولا ننتمي إلى هذا الحزب لا من قريب ولا من بعيد ، لا نحزن عليهم إلا لأنهم فضلاء ونبلاء قدموا أرواحهم زكية فداءاً للوطن ، فمنهم من تركوا منابرهم ومنهم من تركوا محاربهم ومنهم من تركوا مدارسهم وحملوا السلاح لمواجهة المحتل الغاشم حينما هرب لصوص الإنتصارات وأصحاب الشعارات الثورية الزائفة ، فهؤلاء الرموز الأبرياء بعد أن طهروا حبيبتهم عدن من رجس الحوثة المجوس عادوا إلى مواقعهم ، أما ذوي الشعارات الثورية الزائفة تسابقوا من قراهم إلى عدن ليسرقوا إنتصارات هؤلاء الأبطال .

   أنا لن أنبس ببنت شفه عن المتسبب في تصفية هؤلاء الأبرار ، لن أذكر تلك الدويلة المارقة التي جلبت أشرار قومنا ليكونوا لها أدوات ليعبثوا في عدن وبأرواح أبنائها البررة ، ولن أذكر ذلك الزنديق المدعو هاني بن بريك الذي هدد وتوعد بالتصفيات الجسدية ، ولن أذكر الحكومة التي أصدرت قرار بإحالة هذا الزنديق للمحاكمة ولم تفعل حتى اللحظة ، ولن أذكر مدير عدن الأبله الذي جعلت منه الدويلة المارقة خيال مآتة ، ولن أذكر وزير الداخلية المسؤول الأول ليس لتوفير الأمن في العاصمة عدن بل لأنه لم يصدر حتى اللحظة قرار بإقالة مدير أمن عدن الأبله وإحالته للتحقيق ، ولكنني سأذكر قيادات حزب الإصلاح وسأذكرهم بملئ فمي وبأعلى صوتي بأنهم قيادات مايعة لا تصلح لأن تقود حزب عريق كحزب الإصلاح طالما وأنهم لا يستطيعون حماية رجاله الأبطال .

   قيادات حزب الإصلاح يتبعون المثل القائل : من يده بالماء ليس كمن يده بالنار ، فهم يعيشون حياتهم بترف ويتنعمون بنعيم الدنيا ونراهم يتنقلون بكل أريحية من دولة إلى دولة ، ولا يكترثوا لمقتل رجالاته الأفاضل والأبطال الذين كانوا سبب لما هم فيه من أمن وأمان ، ألم يكُن أحرى بكم يا قيادات حزب الإصلاح أن تهتموا برموز الإصلاح الوطنية الذين قضوا نحبهم ومنهم من ينتظر ؟ ألم تفكروا بهم كما فكرتوا بأنفسكم وأهليكم حينما وليتم الأدبار فارين إلى الرياض وجدة وأنقرة وباقي دول العالم ؟ .

   لديكم فسحة من الوقت لتنقذوا ما تبقى من رجالاتكم في عدن ، ولإنقاذهم عليكم أن تعملوا على إخراجهم من المستنقع الإجرامي في عدن ونقلهم إلى مأرب أو إدخالهم إلى المملكة العربية السعودية ، فلم يتبقى منهم إلا القليل فإن إنتهوا فلن يُغفرَ لكم حتى قيام الساعة ، وحينها سيُقال لهم : وجوهٌ يومئذٍ مسفرة ضاحكةٌ مستبشرة ، ويُقال لكم : ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة .

علي هيثم الميسري