قضت محكمة الجنايات في الكويت، بإدانة معلمة مصرية تدعى نجلاء محمد المتهمة بقضية وفاة طالب كويتي يدعى عيسى البلوشي "9 سنوات"، حيث قضت بحبسها سنتين مع وقف النفاذ بكفالة ألف دينار عن تهمتي الضرب والسب.
وذكرت صحيفة الأنباء الكويتية، أحيلت المتهمة إلى المحاكمة بعدما استجوبتها النيابة بـ4 تهم وهي "ضرب أفضى إلى موت، وسوء معاملة طفل، وسبه، وسب والدته"، لكنها أجابت بالنفي، استبعدت النيابة لاحقا تهمة ضرب أفضى إلى موت بسبب عدم وجود تحريات أو تقارير طبية تشير إلى حدوث الوفاة بسبب الضرب، وفقا لما ذكرته صحيفة "الأنباء" الكويتية.
"البلوشي" كان يعاني من مشكلات صحية في القلب
كانت قضية وفاة الطالب عيسى البلوشي الذي يعاني من مشكلات صحية في القلب، هزت الكويت ووسائل التواصل الاجتماعي، وطالب المغردون بمحاسبة المعلمة.
كان وزير التربية ووزير التعليم العالي الكويتي حامد العازمي، أعلن في 15 فبراير 2018، تشكيل لجنة تحقيق مكونة من 3 جهات مختلفة، من خارج وزارة التربية لضمان الحياد، في وفاة الطالب في مدرسة عمرو بن العاص في منطقة "الروضة".
وأعلن الوزير الكويتي تشكيل لجنة تضم وزارة الصحة وإدارة الفتوى والتشريع وغيرها، مؤكدا اتخاذ وزارة التربية جميع الإجراءات القانونية بعد الحادثة، وأنها ستُطبق القانون على من تثبت للجنة التحقيق تسببه في وفاة الطالب، وفقا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية.
والد الطفل: المعلمة ضربت عيسى وسحبته ودفعته باتجاه الجدار
بدوره، أكد ثامر البلوشي والد الطالب في ذلك الوقت، أنه سيتقدم بعد الانتهاء من مراسم العزاء لمقاضاة وزارة التربية وإدارة المدرسة والمعلمة المصرية، مضيفا لـصحيفة "الرأي" الكويتية، أن أولياء الأمور يشتكون من طريقة المعلمة "المصرية"، بحسب قوله.
وأشار البلوشي إلى أن المعلمة ضربت عيسى وسحبته ودفعته باتجاه الجدار وسحبته من أذنه ومن ثم طردته خارج الصف، ولما جاءت والدته للمدرسة قامت المعلمة بشتم الأم، والمديرة المساعدة كانت موجودة وشاهدة على الواقعة، مضيفا: "من حقنا أن نسأل عن ولدنا إذا تعرض للإهانة والضرب، لابد نستفسر ونحاسب، فولدي حالة خاصة، لكن المعلمة ردت بأن ولدي قليل أدب، واعملوا اللي انتوا عاوزين تعملوه، ثم توفي ثاني يوم".
مديرة منطقة العاصمة التعليمية بالإنابة: الوفاة كانت طبيعية
من جانبها، قالت مديرة منطقة العاصمة التعليمية بالإنابة ليلى الشريف، لصحيفة "الرأي" الكويتية، إن المعلمة لم تضرب الطالب، والوفاة كانت طبيعية وقضاء وقدرا في منزل ذويه، لكن المعلمة قامت بسحبه من قميصه حين أراد الاستئذان إلى دورة المياه، مؤكدة أن مديرة المدرسة على علم بالحالة الصحية للطالب ومن المفترض أنها أبلغت جميع المعلمات بذلك.
كانت المتهمة كشفت في فبراير 2018، كل التفاصيل بشأن الواقعة وأدلة براءتها، وقالت في حديث خاص مع "العربية.نت"، إنها كانت في طريقها لدخول الصف الدراسي، وفور دخولها اكتشفت حالة من الفوضى والهرج داخله، فتعاملت مع الطلاب بحزم طالبة منهم الالتزام بأماكنهم، والجلوس على مقاعدهم فالتزموا جميعا، عدا الطالب عيسى، لذلك طالبته بالوقوف أمام السبورة مضيفة أنه رفض ذلك، وصرخ فيها ثم انسحب من خلف ظهرها خارجا من الصف متوجها لوكيلة المدرسة.
وأشارت نجلاء محمد إلى أنها بعد دقائق قليلة من خروجه استدعتها وكيلة المدرسة فذهبت إليها وروت لها أمام الطالب ما حدث منه، موضحة أنه صاح فيها قائلا وبصوت عال "أنت كاذبة"، فقالت له: "هل تستطيع أن تقول ذلك لوالدتك؟".
المتهمة: والدة الطفل احتدت علي بشكل غير لائق
وأضافت المتهمة أنها تركت الطالب عند الوكيلة وذهبت لإكمال حصتها، وأبلغتها الوكيلة أنها ستستدعي والدته في اليوم التالي لإبلاغها بما حدث من نجلها، وانتهى الأمر في ذلك اليوم عند هذا الحد، مؤكدة أنها لم تكن تعلم أنه من ذوي الاحتياجات وأنه أجرى 3 جراحات في القلب، ولم توقع على قرار بمعرفتها بذلك حيث كانت متغيبة في تلك الفترة لإجراء عملية جراحية.
وتابعت بأن الطالب استكمل الحصتين التاليتين للواقعة وهما الخامسة والسادسة، وكان طبيعيا وغادر المدرسة بشكل عادي وطبيعي، موضحة أنه في اليوم التالي غاب الطالب، وجاءت والدته للمدرسة ونشبت بينهما مشادة، حيث قالت لها والدته إنها ستتقدم بشكوى ضدها للوزارة، وإن ابنها حالته النفسية سيئة بسبب تعنيفها له، وهو ما ردت عليه وكيلة المدرسة بالنفي وأخبرتها بما حدث من نجلها.
وذكرت المعلمة المصرية المتهمة، أن والدة الطالب احتدت عليها بشكل غير لائق ولذلك طلبت منها الهدوء وعدم رفع صوتها فزادت من الصراخ عليها ليتطور الأمر لمشادة كلامية بينهما، اضطرت إثره لتهديدها بتوجيه تهمة الاعتداء على موظف في أثناء تأدية وظيفته لها وهو ما جعل والدة الطالب تنصرف من المدرسة غاضبة وأبلغتهم أنها لن تتنازل عن تقديم شكوي ضدها في الوزارة.
وأشارت محمد إلى أنها وبعد تدخلات من مسؤولي المدرسة وافقت على التصالح وتسوية المشكلة وديا واتصل مسؤولو المدرسة بوالدة الطالب هاتفيًا لأبلاغها برغبتنا في الاعتذار لها إلا أنها رفضت وواصلت تهديدها بتقديم الشكوى، موضحة أنه في تلك الفترة وأثناء وجود السيدة الكويتية في طريقها للوزارة لتقديم الشكوي، اتصلت بها خادمتها وأبلغتها أن نجلها يقوم بنفخ بالونات في دورة المياة بمنزلهم استعدادا للاحتفال بالعيد الوطني للدولة، وخلال قيامه بنفح البالونات سقط مغشيا عليه وفارق الحياة.
وتبين بعد الكشف الطبي عليه أنه بذل مجهودا كبيرا أثر كثيرا على عضلة القلب وأدى لتوقفها ومن ثم حدثت الوفاة.