الحياة الزوجية بعد الأربعين تختلف عن ما قبلها اختلافا كليا، لأنها تأتي بانطباعات جديدة ومشاعر قد تبدو غريبة، وعادة ما تكون حافلة بأحداث عديدة، ليست كلها عيوب وليست كلها مميزات، فهي خليط من العيوب والمميزات، ويعود ذلك إلى بعض التغيرات التي تطرأ على الزوجين، فما هي خفايا الحياة الزوجية بعد الأربعين.
بعد الأربعين تتسلل مشاعر الخوف إلى كل من الرجل والمرأة، فالعمر يمضي وعلامات السن بدأت في الظهور على كل منهما، فكلاهما يشعر بالرهبة من تلك المرحلة الجديد، وربما تسلل اليأس اليهما، والسبب في ذلك ليس لإرتباط اليأس بذلك العمر، ولكن بسبب إتهام عمر الأربعين بتهمة باطلة ونعته بهتانا بأنه هو "سن اليأس"، وهو أمر غير حقيقي، فعلى الرغم من أي سلبيات في الحياة الزوجية بعد عمر الأربعين إلا أن الإيجابيات أكثر من ذي قبل، فالأمر هنا بيد الزوجين إما الإستسلام للسلبيات أو التمسك بالإيجابيات والتركيز عليها وتعزيزها.
وعن إيجابيات الحياة الزوجية بعد الأربعين قالت داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية بدبي، أن الزوجين يصبحان أكثر نضجا وأكثر عقلانية وهي أمور طيبة يجب أن يستفيد كل منهما منها لتصبح علاقتهما أقوى وأكثر استقرارا وأمانا، فنظرة الزوجين إلى الحياة الزوجية بعد الأربعين تختلف كثيرا عن الحياة الزوجية قبل ذلك، حيث الكيان الكبير والأبناء ووصولهما إلى مراحل عمرية مختلفة تحتاج دعم الأبوين، وتحتاج تحكيم العقل لتكون مصلحة الأبناء قبل أي أمر آخر، وهنا تظهر الحكمة وقوة العلاقة وسلامة القرار.
وبحسب ما قالته شيحة، وحتى يستفيد الزوج والزوجة ولكي لا تتعرض الحياة الزوجية بعد الأربعين لهزات عنيفة من عدم الاستقرار عليهما التصدي للملل بقوة باعتباره العدو اللدود للحياة الزوجية ولكل ما يتعلق بها، وبخاصة مع دخول الأربعين وتعرض البعض لأزمة منتصف العمر.
ولذلك ترى شيحة أن الحياة الزوجية بعد الأربعين قد تكون أجمل من ما قبلها، إذا اتحدا طرفيها لمواجهة الملل ومواجهة كل المخاوف التي تعتري كل منهما، ومحاربة أي نزوات أو مشاعر مزيفة تهدم ولا تبني تدمر ولا تعمر، موضحة أهمية الصداقة بين الزوجين في تلك المرحلة على وجه الخصوص، لأن صداقة الزوجين بر أمان للحياة الزوجية بعد الأربعين، فالصداقة ستكون سببا في جلوسهما معا والتفكير سويا والتعبير عن المخاوف التي تتمكن منهما بحرية وستكون سببا في عبور مشاكل تلك المرحلة ليعيشوا حياة هانئة وسعيدة استكمالا لمسيرة زواجها.
من الطبيعي أن تحدث بعض التغيرات بعد الأربعين سواء للرجل أو المرأة، ومن الطبيعي أيضا أن يتناقشا سويا في ذلك العمر، وبدافع صداقتهما معا عن المشاكل الحميمة التي تواجههما، والتفكير في حلول لها، ولا عيب في ذلك أبدا، ولا مجال للخجل من إستشارة المختصين إذا لزم الأمر ذلك، لأن الحياة الزوجية بعد الأربعين تحتاج الإصغاء إليها جيدا والإهتمام بها وتجديد الحب وتعزيز التواصل وفعل كل ما له أن يمد جسور الحب والأشواق بين الزوجين للأبد.