أحصيت أكثر من تسعة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد في العالم وتجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة عتبة 120 ألف حالة وفاة بالوباء الذي “لا يزال يتسارع”، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ما أجبر السعودية على تنظيم موسم الحج بعدد “محدود جداً” من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين فيها بسبب المخاوف من العدوى.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس بالقول: “استغرق الإبلاغ عن أول مليون حالة أكثر من 3 أشهر، لكن جرى الإبلاغ عن المليون حالة الأخيرة في ثمانية أيام فقط”. وأشار خلال مشاركته في منتدى عبر الفيديو نظمته حكومة إمارة دبي إلى أن ذلك يُثبت أن الوباء “لا يزال يتسارع” في العالم.
وأضاف “نعلم أن الوباء أكثر بكثير من مجرد أزمة صحية، إنه عبارة عن أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية، وفي العديد من البلدان أزمة سياسية، وستظهر آثاره لعقود قادمة”.
كما أشارت اليونسكو في تقرير نشرته الثلاثاء إلى الأضرار غير المسبوقة الذي قد يلحقها الوباء على التعليم التقليدي المهمل. وذكرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة أودري أزولي في التقرير “أظهرت الدروس التي تعلمناها من الماضي، كما الحال مع إيبولا، أن الأزمات الصحية يمكن أن تترك الكثيرين، ولا سيما الفتيات الأشد فقرا، خارج المدرسة”.
وفي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات، تجاوز عدد الوفيات عتبة 120 ألف حالة وفاة من أصل مليونين و310 ألف إصابة. وفي أميركا اللاتينية، التي أصبحت بؤرة الفيروس، سجلت الأرجنتين رقما قياسيا في عدد الإصابات اليومية (2146 إصابة) والوفيات (32 حالة وفاة)، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى 1043 حالة. ولا تزال البرازيل، ثاني أكثر الدول تضرراً من الوباء في العالم بعد الولايات المتحدة، مع إحصاء 51,271 حالة وفاة بين 1,1 مليون إصابة.
ويطغى الموت في هندوراس، الدولة الصغيرة في أميركا الوسطى والتي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، مع تسجيل 300 حالة وفاة رسمياً، وربما أكثر بخمس مرات، وفق خيسوس موران، المسؤول في جمعية مكاتب دفن الموتى.
وقال إنه في شمال البلاد “يقومون ليلاً بدفن ما بين عشرة إلى اثنتي عشرة جثة (فوق بعضها) في مقطورات” مشيراً إلى انه في الأحياء الأشد بؤساً، يشكو الناس من آلام في الصدر ويموتون في المنزل دون أن يتم فحصهم. وحذر رئيس نقابة موظفي مستشفى إسكويلا في العاصمة تيغوسيغالبا على وسائل التواصل الاجتماعي “أن المشرحة لم تعد تستوعب، الجثث في حالة تحلل، سيكون هناك عدوى واسعة” حيث كان من الضروري إقامة خيام في ساحة المشفى على عجل لاستقبال العدد المتزايد من المرضى.
وقررت السعودية الاثنين تنظيم موسم الحج الذي سينطلق في الأيام الأخيرة من يوليو المقبل، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، الذي استقطب 2,5 مليون مسلم في عام 2019. ولكن الحج الذي قد يتحول إلى ميدان ضخم لانتشار العدوى بسبب تدفق الحجاج من حول العالم، سيقام بعدد “محدود جداً” من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين فيها فقط، بحسب وكالة الأنباء السعودية. وأعتبر شيخ الأزهر أحمد الطيب في تغريدة على تويتر إن قرار المملكة هو “قرار حكيم ومأجور شرعاً”.
وأودى الوباء رسمياً بحياة ما لا يقل عن 469,060 شخصا في جميع أنحاء العالم وإصابة أكثر من 9 ملايين، تعافى منهم 4,2 مليون، منذ أن أعلنت الصين عن ظهوره في ديسمبر.
موجة ثانية للوباء في كوريا الجنوبية
أقرت كوريا الجنوبية الثلاثاء بانها تواجه منذ منتصف مايو “موجة ثانية” من انتشار فيروس كورونا المستجد مع تسجيل 35 الى 50 حالة جديدة يوميا وخصوصاً في سيول وضواحيها. في المقابل، تواصل دول أوروبية عدة تخفيف التدابير الوقائية بعد تراجع حدة الوباء. وأرسل اتحاد كرة القدم الإسباني المحترف إلى الأندية مشروع بروتوكول صحي لعودة الجمهور المحتملة لحضور المباريات في الملاعب.
وتواصل بريطانيا، الأكثر تضرراً في أوروبا، فك الإغلاق تدريجيا. وسجلت الاثنين أقل من ألف إصابة جديدة و15 حالة وفاة، في أدنى حصيلة منذ 15 آذار/مارس، بحسب وزير الصحة مات هانكوك. وتنوي إنكلترا إعادة فتح دور السينما والمتاحف وصالات العرض اعتبارًا من 4 تموز/يوليو، وهي خطوة جديدة في عملية فك الإغلاق.