رحب مجلس النواب الليبي والجيش الليبي، أمس الأحد، بتصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التي أعلن فيها عن إمكانية تدخل مصر العسكري في ليبيا،فيما توالت البيانات المؤيدة لموقف القاهرة من قيادات سياسية واجتماعية ليبية.
وقال عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، في بيان أصدره أمس، «إن كلمة السيسي جاءت استجابة لندائنا أمام مجلس النواب المصري بضرورة التدخل، ومساندة قواتنا المسلحة في حربها على الإرهاب، والتصدي للغزو الأجنبي، وأُثمن وقفته الجادة، وجهوده لوقف إطلاق النار، ودعوته لأشقائه الليبيين إلى وقف القتال وحقن الدماء، والوقوف صفاً واحداً لحماية ثرواتهم، بإطلاق حوار سياسي يُفضي إلى حلول مرضية، كما أنتهز هذه الفُرصة لأدعو المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا؛ لتفعيل العمل بمخرجات مؤتمر برلين، والاستماع لصوت السلام والوفاق الذي تضمنه إعلان القاهرة، وأدعو شعبنا العظيم للوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان السافر على أراضي دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة».
كما أكد صالح، أن كلمة السيسي جاءت بصدقها وشجاعتها؛ لتعيد تاريخاً طويلاً من الأخوّة والنضال بين الشعبين الشقيقين، مؤكداً أن الامتداد الاجتماعي الليبي في مصر، والمواقف الأخوية الثابتة عبر الزمن، أكدت أن ليبيا ومصر شعب واحد في بلدين.
كما وجّه صالح رسالة إلى أبناء الشعب الليبي قائلاً: «بلادكم تمر بمنعطف خطِر يتطلب من باب الوطنية الحرص على توحيد المواقف؛ لتجاوز العقبات والاختلافات، وقطع الطريق على الأطماع الأجنبية ودرء مخاطر التدخل العسكري الأجنبي، الذي يهدف لنهب الثروات، والنيل من وحدة البلاد وأمنها وسلامة أراضيها».
خطورة تدخل أنقرة
من جانبه، اعتبر الجيش الليبي أن مصر تدرك خطورة التدخل التركي في البلاد، مؤكداً أن هدف تركيا السعي للسيطرة على طرابلس، وتحقيق أهدافها الاقتصادية. وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، خالد المحجوب، إن مصر تدرك جيداً خطورة التدخلات الخارجية في ليبيا والتهديدات الإرهابية.
كما أكد أن مصر هي الشريك الحقيقي لتحقيق الأمن في ليبيا، لا تركيا التي ترسل المرتزقة السوريين؛ للسيطرة على العاصمة طرابلس، وتحقيق أهدافها الاقتصادية، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، توالت البيانات المؤيدة لموقف القاهرة بشأن ليبيا من قيادات سياسية واجتماعية ليبية.
وتظاهر المئات من أبناء سرت رفضاً للعدوان التركي على البلاد، ودعماً للجيش الليبي، ومبادرة إعلان القاهرة للحل في ليبيا.
حومة: دور محوري لدولة جارة
وأكد أحميد حومة، النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، أن خطاب الرئيس السيسي، جاء متناغماً مع إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية، لافتاً إلى أن دور مصر يهدف لوقف الاقتتال بين الأشقاء الليبيين، ويحافظ على الأمن القومي العربي، خاصة مع تدخل تركيا السافر في الشأن الليبي. وأوضح، في بيان تلقت «الخليج» نسخة منه، أمس، أن دور مصر محوري في الأزمة الليبية، بحسبانها دولة جارة ومهمة تضع ضمن أولوياتها مصلحة الشعب الليبي، وتسعى للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة الراهنة.
أواصر تاريخية لا يمكن أن تنفصم
وفي سياق متصل، جددت الحركة الوطنية الشعبية الليبية، التي تضم القيادات الوطنية من السياسيين ووجهاء القبائل والمثقفين والأكاديميين، من كل أنحاء ليبيا، ثقتها في المواقف القومية للقيادة المصرية تجاه القضايا العربية، مؤكدة عزمها على المضي قُدماً في دعمها اللامحدود للجيش الليبي، مشددة على أن مصر وليبيا شعب واحد، تاريخهما واحد ومصيرهما واحد، وتربطهما أواصر تاريخية واجتماعية، لا يمكن أن تنفصم.