تزوج الرجل من امرأتين، واقتسم الأيام والليالي بينهما، وأنجب من الأولى وكذلك من الثانية، لكن ابنه "محمد" الذي أصبح عمره 31 عامًا من إحدى زوجتيه، عاقًا له ودائم الشجار معه، خاصة بعد أن خلعته زوجته وتركت له طفل وطفلة والتي أصيبت مؤخرًا بالسرطان.
"الابن" محمد والذي يعمل نقاشًا ويقيم في منطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور محافظة الجيزة، اتجه لإدمان المخدرات، وعندما كان يرى والده الذي يحضر لزوجته وأبنائه من عند زوجته الأخرى كل يوم أربعاء، يتشاجر معه ويطلب منه نقودًا من اجل ابنته المصابة بالسرطان، ولكن الأب كان يخبره انه لو أعطاه المال سيصرفه على المخدرات.
وفي أحد الأيام ذهب الرجل محمود "70 عامًا" إلى منزل زوجته الأخرى ودخل عليهم ابنه "محمد" وطلب منه نقود لكن الأخير رفض، وهو ما جعل الأم تنصرف وتخبرهم أنها ذاهبة إلى ابنتها التي تسكن في نفس الشارع.
وعندما عادت الأم سألت الابن: أين أبوك محمود؟، فأجابها أنه ذهب وربما عند زوجته الآخرى، مرت أيام والرجل لم يظهر فاتصل ابنه من زوجته الآخرى ويبلغ 51 عامًا، بشقيقه من الأب وسأله عن والده فأخبره أنه لا يعرف أين هو، وهو ما دفعه للذهاب لقسم الشرطة وتحرير محضر بتغيب والده.
على الفور، انتقلت قوة أمنية من مباحث الجيزة لمكان المنزل محل إقامة المتغيب، وبإجراء التحريات ومناقشة زوجته التي تدعى "نجاح" أقرت بأنها عادت يوم الأربعاء قبل الماضي من زيارة ابنتها، فتبين لها عدم وجود الزوج المتغيب، وبالاستعلام من نجلها أخبرها أنه خرج بعدها، إلا أنه لم يشاهده.
وأخذت القضية منحًا آخر بعدما عثر رجال الشرطة في صباح الجمعة الماضي على "بطانية" في مدخل المنزل ملطخة بالدماء، ومن هنا تبخر الابن "محمد" عن المنطقة.
في العاشرة مساء الجمعة الماضي، قطع صراخ أحد الجيران الهدوء الذي يسود المنطقة، "الحقوا لقوا جثة الحاج محمود مدفونة تحت السرير"، سارع الجميع لاستبيان الأمر داخل المنزل، علموا بأن "محمد" هو القاتل.
وقال أحد الجيران: "محمد كان زي الفل بس من ساعة ما مراته خلعته بالمحكمة، وهو اتجه لإدمان المخدرات.. المخدرات وقلة الفلوس لعلاج بنته السبب"، مضيفًا :"والد محمد كان ماسك على القرش، واليوم اللي كان بييجي يقعد فيه عندهم كان بيتخانق معاه علشان عايز فلوس للمخدرات ولعلاج بنته".
بعد مرور 6 ساعات من كشف الجريمة، حددت قوات الشرطة خط هروب المتهم، وبتتبع خط سيره، توصلت القوات إلى أن "محمد" انتحر أسفل عجلات قطار السكة الحديد بإمبابة، وحول القطار جثته إلى أشلاء، ليموت الابن وفي جعبته الحقيقة كاملة التي لا يعلمها أحد.