كشف موقع استخباري فرنسي، عن تحركات عاجلة من سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق، للإطاحة بأقوى المنافسين له من داخل الأسرة الحاكمة.
وقال موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي المتخصص في المعلومات والتقارير الاستخباراتية، أن سلطان عمان الجديد "هيثم بن طارق آل سعيد" بدأ خلال الأسابيع الماضية، تعيين حلفائه المخلصين في الوظائف الرئيسية في البلاد.
وأشار الموقع الاستخباري إلى أن السلطان الجديد يحرص على أن يكون لديه فريقه الخاص الذي ينتقيه بنفسه مع التخلص من الشخصيات المعينة من قِبل الراحل "قابوس بن سعيد".
وأضاف الموقع أن السلطان هيثم بن طارق، قام بتعيين مبعوث خاص جديد هو "فهر بن فاتك آل سعيد". كما عين عدد من المستشارين في الديوان الملكي.
ونقل الموقع عن مصادر، قال إنها مطلعة على الوضع في عمان أنه سيكون من الصعب على السلطان تنفيذ الإصلاحات المؤسسية التي وعد بها عندما وصل إلى السلطة.
وأوضح أن المقاومة الرئيسية تأتي من أخيه غير الشقيق "أسعد بن طارق آل سعيد"، بالرغم من أن الاثنين يبذلان قصارى جهدهما للبقاء على علاقة جيدة.
وكان "أسعد" ممثلًا شخصيًّا لـ"لقابوس" وكان يعتقد على نطاق واسع أنه سيخلفه. وما زال حتى الآن نائبًا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع. كما يحظى بدعم الأجهزة الأمنية في البلاد وأيضًا منطقة ظفار المضطربة، على الحدود مع اليمن.
وبحسب الموقع الاستخباراتي، فقد يشكل "أسعد" وابنه "تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد" كتلة قوة في المستويات العليا بسلطنة عمان.
وأوضح "إنتليجنس أونلاين"، أن "هيثم بن طارق" سعى لإعادة أبنائه من الخارج إلى مسقط. وقد عاد أكبر أبنائه، "ذي يزن بن هيثم"، البالغ من العمر 30 سنة، من لندن حيث كان سكرتيرًا ثانيًا في السفارة العمانية، بينما بقي "بلعرب بن هيثم"، 25 عامًا، في لندن، ولكن من المتوقع أن يعود إلى مسقط بعد انتهاء فترة "كورونا". ومن المتوقع أن يشغل منصبًا رفيعًا في الحرس السلطاني.
ووفق الموقع الاستخباراتي، يمكن لـ"هيثم بن طارق" الاعتماد على حليفه الوثيق، وزير الداخلية "حمود بن فيصل بن سعيد البوسعيدي"، الذي يعد منتقدًا لـ"أسعد". وقد تم تعيينه بالفعل لرئاسة اللجنة المسؤولة عن مكافحة وباء "كورونا" في البلاد.
وأشار الموقع إلى أن اللواء "سلطان بن محمد النعماني"، الرئيس القوي لجهاز الأمن والمخابرات في عهد "قابوس"، يلعب دورا مركزيًا في النظام الجديد في عمان، موضحا أنه كان مقربا من "أسعد" قبل التعهد بالولاء لـ"هيثم"، وسيواصل العمل كجسر بين الأخوين، مع وعود "هيثم" له بالإبقاء على نفس الامتيازات التي تمتع بها.
وكان الأمير بالأسرة الحاكمة فيصل بن تركي آل بوسعيد، نفي في وقت سابق خلال مقابلة مع إذاعة "هلا إف إم" صحة الشائعات المتداولة عن خلافات الأسرة الحاكمة بشأن السلطان الجديد هيثم بن طارق.
وأكد الأمير فيصل بن تركي، أن "مجلس العائلة (آل بوسعيد) حينما اجتمع اتفق على تزكية من ذكره السلطان قابوس بن سعيد لخلافته في وصيته".
وأدى السلطان هيثم بن طارق، في 11يناير/كانون الثاني 2020، سلطانًا جديدًا للبلاد بناء على وصية تركها السلطان قابوس، والذي وافته المنية في الشهر ذاته بعد نحو 50 عامًا قضاها في الحكم.
والسلطان الجديد هو ابن عم نظيره الراحل وكان وزيرًا للتراث والثقافة، وعينه السلطان قابوس عام 2013 رئيسًا للجنة الرئيسية المسؤولة عن تطوير السلطنة ضمن ما يعرف برؤية 2040.