بعد معاناتها خلال الأسبوعين الماضيين من درجات حرارة مرتفعة وسعال جاف وآلام سببها إضعاف المرض لجسمها، انتهى بها الحال لتوضع على جهاز الإنعاش، ولكنها فارقت الحياة بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد. رحلت أريما نسرين صاحبة الابتسامة، الرائعة، ممرضة الجميع، حيث ودعها الإعلام البريطاني بهذه العبارة، بعد وفاتها بكورونا.
أريما نسرين البالغة من العمر 36 عاما هي أم لثلاثة أطفال مسلمة من أصول باكستانية، وهي تعمل ممرضة في مستشفى والسال مانور وسط البلاد منذ 16 عاما. وكانت نسرين قد بدأت تشعرا بألم في ساقها، قبل أسابيع حيث أرسلت رسالة لشقيقتها تقول لها "إن الألم قادم".
وبحسب ما ذكرته "بي بي سي" اليوم الإثنين عن شقيقتها كاظمة فإن أريما رائعة وهي دائما ما كانت تضع نفسها في المرتبة الأخيرة. وأضافت أنها كانت تساعد أي شخص أو عائلة تسمع أنهم يحتاجون للمساعدة سواء كانت طبية أم حتى مادية. وتابعت: كما كانت تدعم بعض الفقراء في بريطانيا من أجل مساعدتهم للسفر لأداء فريضة الحج بالأراضي المقدسة.
يذكر أن أريما كانت قد بدأت عملها في مستشفى مانور كمدبرة منزل ولكنها التحقت بطاقم التمريض بعدما حصلت على مؤهل بهذا التخصص. وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان عن العاملين في المستشفى من أطباء وكادر تمريضي بأنها كانت من الممرضين المميزين بمنح الحب والطمأنينة للمرضى وأي شخص كان يحتاج للمساعدة، حيث كانت تعرف بابتسامتها التي لم تفارق وجهها.
وقالت الطبيبة سمارة أفضال إحدى زميلاتها، لصحيفة الأوبزريفر: إن خسارة أريما مفجعة، خاصة لأهلها، إذ عادة ما يأتي الأقارب لدعم أفراد الأسرة ولكن مع حظر التجول الذي تفرضه أزمة كورونا سيكون الأمر في غاية الصعوبة. يذكر أن والدي نسرين المسنين في زيارة لباكستان ولم يتمكنا من العودة لبريطانيا بسبب إلغاء الرحلات، حيث لم يتمكنا من حضور جنازتها في بريطانيا. وكانت أعداد وفيات فيروس كورونا في بريطانيا قد وصل إلى 5 آلاف وفاة من بين 48 ألف إصابة.