خبرتنا مع كورونا تتراكم بسرعة. لا حل سحري حتى الآن، ثمة أضواء في الجهة الأخرى من النفق. عقار هيدروكسي كلوركوين المضاد للملاريا أظهر نتائج جيدة خارج حقله. في الواقع درست كثيرا إمكانية استخدام هذا العلاج، الذي دخل السوق لأول مرة عام ????، كعقار مضاد للفيروسات. ربما كان أهم ما جاء في هذا المجال هو الدراسة التي نشرها الدكتور سافارينو في خريف ????، في اللانسيت، حول إمكانية استخدام كلوركوين في علاج أمراض اليوم، مثل سارس. لسوء حظ سافارينو أن الدراسة نشرت بعد انتهاء موجة سارس بحوالي ? أشهر، الأمر الذي تسبب في تجاهل مجهوداته العلمية. سافارينو هو باحث إيطالي، وقد تذكر الطليان نصائحه وهم الآن يجربون العقار على المرضى. ينصح باستخدامه مع أدوية أخرى، مضادات حيوية أو مستحضرات تستخدم في مواجهة الإيدز.
لا يعرف أحد حتى الآن على وجه الدقة الطريقة التي سيعمل بها عقار مضاد للملاريا في موجهة فيروس متناهي الصغر (يتكون من ?? جين). هناك من يتحدث عن تغيير في قلوية الخلية وبعض مكوناتها الصغيرة، ما سيجهض قدرة الفيروس على التوالد. غير أن الميكانيزم الأساسي لا يزال غير معروف.
هذا الأمل الصغير جيد للغاية في معركة نخوضها عراة ومكبلين، وبالقرب منا يقهقه رجال الدين سعداء بمشاهدة كل هذا الإذلال والخوف.
علينا أن نعرف ان ما نحن بصدده ليسا علاجا ضد الفيروس، وإنما عقار "محتمل"، قد يساعدنا لبعض الوقت ولدرجة ما. فليس لدينا دراسات عشوائية كبيرة، ولم يسبق أن طرح العلاج على الرصيف العلمي، لم يخضع لنقاش مستفيض من قبل أفضل العقول، كما أننا جئنا به من حقل مختلف كليا عما نحن بصدده، وبلا خبرة كافية مع مهامه الجديدة.
الطريق الأكاديمي طريق محافظ، ولكننا هنا في مواجهة فيروس ثوري، وعلينا أن نتخلى عن الكثير من تحفظاتنا الأكاديمية والعقلية، وأن نخاطر ..
أما الحل الأساس فهو البقاء في البيت، العزلة، النظافة، والمسافات.