ذكرت مصارد سياسية عراقية عن هروب عادل عبدالمهدي من العاصمة العراقية مرجحة أن يكون قد انتقل إلى محافظة اخرى وذلك بعد ساعات من اعلانه حظر التجوال في العاصمة العراقية بغداد .
ومع ارتفاع حدة المظاهرات التي تشهدها العراق منذ يوم الثلاثاء الماضي، احتجاجًا على سياسات الحكومة، شهد العراق اليوم انقطاعا بخدمات الإنترنت في جميع أنحاء البلاد.
ويتزامن هذا التعطل في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وانستجرام وواتساب» في أنجاء العراق مع احتجاجات واسعة، شهدت اعتقالات عشوائية ومقتل ٩ متظاهرين وإصابة العشرات بجروح، وحرق مباني 3 محافظات.
وبدأت القوات الأمنية العراقية فجر الأربعاء بالانتشار المكثف في شوارع بغداد وعزلتها عن باقي مدن العراق، وقطعت الجسر الجمهوري المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تحتضن المقرات الحكومية والبعثات الدبلوماسية، ومنعت المتظاهرين من الدخول إلى ساحة التحرير مستخدمة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وتزايدت تظاهرات العراق أمس الأربعاء، بعدما قرر العراقيون بشكل مفاجئ التعبير عن غضبهم وإسماع صوتهم للحكومة والمسؤولين فيها، الأمر الذي تطور إلى حد سماع دوي انفجارات في العاصمة.
وسمع دوي انفجار في بغداد في وقت متأخر من مساء الأربعاء من جهة المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في العاصمة العراقية، وذلك بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حظرالتجول في بغداد حتى إشعار آخر بعد مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 400 في يومين من الاحتجاجات.
وتشهد العراق احتجاجات صاخبة، ودموية على خلفية أحداث عنف في عدد من المحافظات، أدت إلى إصابة أكثر من 250 آخرين، وفق مصادر طبية، لكن يؤكد مراقبون أن وتأتي هذه التظاهرات أيضًا خرجت بعد أيام من دعوات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض إقالة القادة الميدانيين الذين حاربوا تنظيم داعش، ومن بينهم رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي.
واعتبرت جهات عراقية أن قرار إقالة الساعدي بأمر من رئيس الحكومة يأتي في إطار تنفيذ أجندات خارجية، ترمي إلى القضاء على هيبة المؤسسة العسكرية المتمثلة بالجيش العراقي، وتعمل على أن يكون للحشد الشعبي قوة أكبر من قوة الجيش.
وسبق في أعقاب هذه التظاهرات، أعلن عادل عبد المهدي البدء في إجراء تحقيق بشأن حوادث العنف، مشيرا إلى أن الأولوية كانت وستبقى مركزة على تحقيق تطلعات الشعب المشروعة والاستجابة لكل مطلب عادل.
وتؤكد وسائل إعلام محلية وعاليمة أن المظاهرات التي خرجت في العراق جاءت على خلفية الاحتجاج على أداء حكومة عادل عبد المهدي التي فشلت، وفق المحتجين، في تنفيذ برنامجها الحكومي، خلال عام من عمرها، حيث يقول المتظاهرون إن الحكومة "لم تنجز أي شي مهم في الملفات الكبيرة كتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات. كما فشلت، في تقديرهم، في تكليف وزير للتربية خلال عام كامل، ناهيك عن تدهور قطاع الصحة وضعف أداء الأجهزة الأمنية.
واتسعت رقعة الاحتجاجات حيث تزايد أعداد المحتجين فى مدن وأحياء العاصمة العراقية بغداد، ورفض المحتجون لافتات تطالب برحيل رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدى.
وكانت السلطات العراقية قد قررت مساء الأربعاء، إعادة إغلاق المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقارا حكومية ودبلوماسية بينها السفارة الأميركية.
وكانت المنطقة الخضراء المحصنة قد أعيد فتحها في يونيو الماضي، لكن السلطات قررت إغلاقها بسبب المظاهرات في محيطها، فيما انتشرت المدرعات العسكرية والقوات الأمنية عند المداخل والطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، بحسب المصدر نفسه.