غالبا ما يكون للأمراض الوبائية وانتشارها تأثير سيء وسلبي على البلاد، فإلى جانب الضحايا واستنزاف مقدرات البلاد وتراجع السياحة هناك التأثير الكبير على الاقتصاد، كما يحدث حاليا مع انتشار كورونا فيروس الجديد، في الصين والعالم.
ومن المعروف أن الصين وبعض مدنها من بين أكثر دول ومدن العالم تلوثا، حيث ترتفع نسب تلوث الهواء فيها بصورة كبيرة، مثل الارتفاع في غازات الدفيئة ومن بينها ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين، وهو الغاز الضار الذي ينبعث من السيارات ومحطات توليد الطاقة والمنشآت الصناعية.
وبسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، المعروف باسم "كوفيد 19"، اضطرت الصين إلى إغلاق العديد من المدن ومنعت الانتقال والحركة لوقفت انتشار وتمدد الفيروس القاتل، الذي أودى بحياة أكثر من 2870 حالة وفاة وحوالي 80 ألف إصابة في الصين وحدها.
ورغم التداعيات السلبية لانتشار كورونا، فقد كشفت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن جانب إيجابي لانتشار المرض في الصين، حيث قالت إن صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية أظهرت أن الإغلاق الذي تسبب به تفشي فيروس كورونا الجديد ساهم في تراجع حدة التلوث في الصين بصورة كبيرة وانخفاض مستوياته بشكل هائل.
وأوضحت صور "ناسا" أن القيود المفروضة على السفر وإغلاق الشركات الصينية ساهم في انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين بشكل كبير.
ووفقا للعلماء في "ناسا"، فقد كان الحد من تلوث ثاني أكسيد النيتروجين واضحا بالقرب من مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، حيث بدأ تفشي الفيروس القاتل، الذي انتشر في أكثر من 58 دولة في العالم.
يشار إلى أن الحجر الصحي في ووهان كان الأول من بين العديد من الإجراءات المطبقة في جميع أنحاء الصين، ومن ثم في كافة أنحاء العالم.
وقالت الباحثة في جودة الهواء في "ناسا" فاي ليو "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا الهبوط الكبير بمعدلات التلوث في مساحة واسعة لحدث معين".
وأشارت ليو لتراجع مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في عدة بلدان خلال فترة الركود الاقتصادي، الذي بدأ عام 2008، إلا أنها ذكرت أن الانخفاض كان تدريجيا ولم يكن بهذه السرعة كما هي الحال مع الصين.