تطرق جراح الأعصاب الأميركي دونالد هيلتون المتواجد في روما للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي المتعدد الاختصاصات حول المخاطر الجنسية المحدقة بالأطفال على الانترنت، إلى التداعيات التي تخلفها الأفلام الإباحية في دماغ الشباب،
في مقابلة مع وكالة فرانس برس، ورداً على سؤال حول ماذا يحدث في دماغ شاب تعرض لوابل من الأفلام الإباحية؟، قال هيلتون: "تتغير الخلايا الدماغية في ظل اكتساب المعارف. ويضرّ التعلم في حالة من الإدمان بالدماغ كثيرا، فنصبح متمسكين ببعض أنماط السلوك وبعض الأذواق"، مضيفاً "وعندما يكون الدماغ بانتظار مكافأة ما، كما هي الحال في الأفلام الإباحية، يكون جد متأثر لدرجة لا تُنسى. فالطفل البالغ من العمر 12 عاما الذي يشاهد مشاهد إباحية قوية يكون في حالة ذهول كاملة".
وتابع: "ويحبذ الدماغ كل ما هو جديد ومختلف، فهو يرغب في التفرج على وجه أو جسم جديد. ولا يتوانى الصبيان، والآن الفتيات بشكل متزايد، عن تصفح الانترنت مطولا لإيجاد مواد إباحية جديدة تشبع رغباتهم. وكثيرة هي الأبحاث العلمية التي أظهرت أن إشباع الرغبات الجنسية، لا سيما من خلال المواد الإباحية على الانترنت، يتسبب بحالة إدمان شديد".
وحول ما إذا كانوا سيقلّدون ما يشاهدونه؟، أوضح: "باتت المواد الإباحية تدمر القدرة على الإحساس بمشاعر مختلفة. وهي تدفع عددا متزايدا من المراهقات إلى القبول، رغما عنهن، بعلاقات جنسية غير سليمة ومؤلمة، وتبين أن 93 % من الفتيان و62 % من الفتيات دون الثامنة عشرة تعرضوا لمواد إباحية على الانترنت. وأظهرت دراسة شملت الأفلام الـ 250 الأكثر شهرة أن 88 % من المشاهد تحتوي على اعتداءات جسدية على نساء"، مضيفاً "ويمكن أيضا أن يفضل بعض الرجال في نهاية المطاف الأفلام الإباحية على العلاقات الجنسية الفعلية، باعتبارها أكثر إثارة وعنفا".
وتابع: "ولا بد من الإشارة كذلك إلى دور تقنية الواقع الافتراضي في تعزيز المواد الإباحية ضمن تجربة رباعية الأبعاد أكثر تحفيزا للحواس، وهي تقنية مكلفة من دون شك لكنها تثير اهتمام قطاع المنتجات الإباحية".
وردا على سؤال حول ما إذا كان الممثلون والممثلات الشباب المنخرطون في هذه الأعمال ضحية هذا القطاع، قال: "يستغل القطاع الممثلات الشابات لمدة سنتين ليس أكثر وهو يفرض عليهن مهاما أكثر صعوبة مع تقدمهن في مسيرتهن. والمنافسة جد محتدمة في هذا المجال. ولطالما كان الجدل حول المنتجات الإباحية محصورا بالمسائل الأخلاقية والدينية. لكن لا بد من التطرق إلى هذا الموضوع من منظور الصحة العامة، بعيدا عن المقاربة الدينية".
إلى ذلك، اشار إلى انه "في العصور القديمة، كان آلاف الأشخاص وأيضا آلاف الحيوانات يقتلون في الكولوسيوم على مرأى متفرجين يعشقون هذا النوع من العروض. وحلت اليوم الشاشات محل الكولوسيوم ونحن أسوأ من الرومان لأننا نختبئ خلف أجهزتنا ليلا ظنا منا أن لا مشكلة في ذلك. وينبغي لنا ألا نسمح لقطاع المواد الإباحية بالتحكم بالتثقيف الجنسي لأطفالنا ولا بد للمشرعين من اعتماد تدابير تحمي الأجيال الشابة".