شاب يمني وسيم مقيم بالسعودية ارتكب خطأ قاتل وفعلة قبيحة جعلته يدفع الثمن غاليا وفقد أغلى ما يملك ويخسر 2 مليون ريال سعودي في غمضة عين، وقد حاول المسكين ان يفعل المستحيل لتصحيح الخطأ القاتل ولكن كان الأوان قد فات ولم يتمكن من فعل شيء فاصيب بحالة من الاحباط واليأس ولجاء الى كل معارفه لطلب العون والمساعدة حتى يتمكن من استعادة ما فقده ، ولكن كل محاولاته ذهبت ادراج الرياح ، واقسم لكم بالله انني فعلت معه ما بوسعي لكي لا يقع في ذلك الخطأ الذي سيكلفه غاليا لكنه كان يتجاهل تلك النصائح حتى وقع الفأس في الرأس وادركت انه لا ينفع حذر من قدر.
كان الشاب قد خطب فتاة جميلة بل انها بارعة الجمال ومن أسرة ميسورة ،وبعد فترة من الخطوبة حصلت أسرة خطيبته على الجنسية السعودية؛ فخاف الشاب ان يفقد خطيبته على اساس انها صارت سعودية الجنسية ويلزمها موافقة الجهات المختصة للزواج من اجنبي وتوفر بعض الشروط لاتمام الزواج ، لكن شقيق الفتاة طمانه بأن كل شيء سيكون على مايرام فعادت الى نفسه السكينة والطمأنينة وادرك انه سوف يستفيد كثيرا من هذا الزواج خاصة وان المقيم المتزوج من مواطنة سعودية يحصل على تسهيلات كثيرة تقدمها له المملكة.
هناك صفة واحدة وهي صفة قبيحة وتسبب النفور لكل النساء وحتى الرجال ، فمهما كنت تمتلك من المواصفات الايجابية ومهما كانت وسامتك وكثرة أموالك وحسن حديثك فإن هذه الصفة القبيحة تنسف كل الصفات الجميلة التي تحملها، فالزوجة قد تتحمل كل شيء من زوجها الا ان يكون بخيلا يعبد الدينار والدرهم ويقدمه على زوجته وأولاده ويحرمهم من أبسط الأمور فيصبح أولاده وزوجته يكرهونه ويتمنون له الموت حتى يتمكنوا من العيش الرغيد كما تفعل كل الأسر الميسورة الحال.
والحال كذلك مع الكرم فهذه الميزة تجعلك محبوبا مهما كنت تحمل من الصفات القبيحة ، وهو ما يؤكده الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه في ديوانه الشعري ويقول إن الكرم صفة نبيلة ورائعة تغطي كل العيوب مهما كثرت ، وان كثرت عيوبك في البرايا واردت ان يكون لها غطاء...بادر بالسخاء فكل عيب كما قيل يغطيه السخاء.
وقد كان الشاب شديد البخل، وكنت اعلم ذلك، وعندما كان شقيق الفتاة يشكوا لي من بخله الشديد كنت أقنعه بأن الإنسان ليس كاملا وان صهره لديه مواصفات كثيره ممتازة فكان يتقبل كلامي على مضض، وقد حاولت مرارا وتكرارا اقناع الشاب البخيل بأن يشتري بعض الفواكه والعصائر حين يذهب لتناول العشاء أو الغداء في منزل عمه وحاولت اقناعه بشراء بعض الهدايا البسيطة لخطيبته بين الحين والآخر فالهدية تفرح القلب وتدخل السرور في النفس والرسول صلى الله عليه وسلم يقول تهادوا تحابوا، لكن بخله الشديد جعله ينتحل الأعذار القبيحة ويقول انهم أسرة ميسورة وليسوا بحاجة إلى الهدايا.
الأمر الذي سبب لي صدمة كبيرة هو انه عندما توفى والد خطيبته كشف انه ليس بخيلا فحسب بل انه طماع وزواجه من الفتاة من باب الجشع والطمع واستغلال هذه الأسرة الكريمة والطيبة، فقد صدمني حين أخبرني ان خطيبته ورثت من والدها ٢ مليون ريال دون أن يبدوا عليه أي مشاعر للحزن على وفاة عمه،فلم اتمالك نفسي وصرخت في وجهه انه شخص قذر وعديم الأخلاق.
وقد تسبب حادث بسيط في الكارثة التي وقعت لهذا البخيل ، فقد احتاج شقيق خطيبته الى 300 ريال لأنه نسي بطاقة الصراف في المنزل فاخذها من هذا البخيل وحين وصلا للمنزل أعاد له الفلوس وكان يعتقد انه سيرفضها لكنه أخذها بكل بساطة فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير فذهب لاخته واقنعها ان خطيبها بخيل وسوف يجعلها تعيش في جحيم كما انه طامع في مالها فوافقت على فسخ الخطوبة واخبرت شقيقها انها كانت تعلم ببخله لكنها لم تشاء ان تضعه في موقف محرج مع صديقه، فتمت فسخ الخطوبه رسميا وفقد البخيل خطيبته الحسناء وخسر ورثتها الضخمة بسبب بخله وطمعه وجشعه ، وتذكرت قول المولى سبحانه وتعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين...صدق الله العظيم